لا يمكن لمسلم يؤمن بالله ورسوله أن لا يغضب ولا ينكر جرائم حزب الله في سوريا، والحوثي في اليمن، ولا يمكن لصاحب قلب سليم أن لا يتضامن مع ضحاياهم.
وأتقبل جيدا أن يكون موقف ضحاياهم والمتعاطفون مع هؤلاء الضحايا (وأنا واحد منهم) شديدا حين يكون موقفهم متشددا كذلك ضد حكام المملكة العربية السعودية الذين يتحملون مسؤولية إجهاض تصفية المشروع الحضاري الإسلامي، وضد الانقلاب على البرلمان المنتخب وضد الدستور في الكويت، وضد التطبيع والمطبعين في الأردن ومصر والمغرب وضد الولايات الأمريكية المتحدة وضد كل المستبدين.
ولكن أن نكون ضد الإجرام الشيعي ونبحث عن التصالح والائتلاف والمشاركة والتحالف مع المجرمين السنة الذين لا يقاس إجرامهم في المجمل على طول مساحة الأمة من حيث الأثر والعموم بإجرام الشيعة فهذه هي الطائفية.
فلو ننظر إلى أوضاعنا بأعين العقل والشرع ومصلحة الأمة لكانت مواقفنا غير ذلك.
إن معالجة مشكل الطائفية هو أن نعمل على نهضة السنة بتحرير عالمنا السني من الاستبداد والقابلية للاستبداد، وليس بالمشاعر والخطاب والصراع الطائفي.
إذا تحققت نهضة السنة ستنهض الأمة بهم؛ لأنهم هم السواد الأعظم فيها، وما الشيعة إلا أقلية ستزول أطماعهم ويندمجون في الأمة ويأخذون حجمهم الطبيعي.
إلى ذلكم الحين نشكرهم على تضحياتهم لصالح فلسطين، ونأخذ نحن الراية لأننا جديرون بها لو أردنا، ولندعم المقاومة والشعب الفلسطيني ونضحي من اجل ذلك.