بحوث ودراسات

د. عبد السلام البسيوني يكتب: الاستشراق السياسي والدبلوماسي (2)

وخلال القرن الثامن عشر ازداد نهب الآثار المصرية على أيدي السياسيين والدبلوماسيين الأجانب ورجال الدين حتى إن الأب فانسلب -الذي كان وكيلًا لـلويس الرابع عشر- هبط في بعض القبور الأثرية في سقارة، وحصل منها على بعض جثث الطيور المحنطة في  الأواني الفخارية وأرسلها مباشرة إلى باريس.

ومن الدبلوماسيين الأجانب البريطاني القنصل لي مير، الذي عمل في مصر بين سنتي 1711 و1722 وهو أحد أبرز القناصل الأجانب الذين حملوا عند عودتهم إلى أوربا ما خف حمله وغلا ثمنه من الآثار المصرية، مثل التماثيل الصغيرة، والتعاويذ والتمائم. وفي عام 1723 عرض توماس سيرجنت أحد هواة جمع الآثار على جمعية الآثار في لندن صندوقًا به تماثيل لمجموعة من المعبودات المصرية، كان قد جاء به من مصر مؤخرًا.

ويتضح من أقدم جرد للآثار المصرية الموجودة في مكتبة لويس الرابع عشر نحو عام 1864م أنها تحوي ما لا يقل عن ثلاث وثلاثين قطعة من الآثار المصرية، تضم تماثيل صغيرة وعددًا من الجعارين، وسبع عشرة مومياء. كما ضمت مجموعة الآثار المصرية الخاصة بالطبيب الإنجليزي هانزسلون؛ أحد مؤسسي المتحف البريطاني عام 1756، لفائف من أوراق البردي النادرة، وكان متحف لندن يشتري الآثار المصرية بطريقة طبيعية بعد إنشائه مباشرة.

وخلال ثمانينيات القرن الثامن عشر الميلادي أظهرت ماري أنطونيت ملكة فرنسا سنة 1755 شغفا زائدًا بمصر وآثارها، فأمرت بإحضار عدد من القطع الأثرية المصرية إلى القصور الملكية. كما ضم متحف جرينوبل الفرنسية، مسقط رأس شامبليون، عشر قطعمن الآثار المصرية أهمها تابوتان يحتوى أحدهما على المومياء الخاصة به، وقد أهداها للقنصل  الفرنسي الفرس مور سنة 1799.

تجارة البردي والمومياوات الرابحة:

وقد اشتهرت أسواق القاهرة ببيع الآثار الفرعونية؛ وكان السياح يُقبلون على شراء على هذه التحف إما بقصد التملك الشخصي، وإما بقصد الربح والتجارة؛ فقد كان طريق تصريفها في أوربا وتحقيق مكاسب كبيرة من ورائها سهلًا وميسورًا.

وكانت تجارة المومياوات تجارة رابحة فقد كان سائدًا قديمًا بأن القار في جثث المومياوات يشفى الكثير من الأمراض والجروح والكدمات، لذا فقد ولع الأجانب بها، فأقدم مومياء مصرية عُثر عليها حتى الآن موجودة بالمتحف البريطاني. كما أن الرحالة الألماني جوهان هلفريخ زار مصر عام 1565م للحصول على المومياوات ونبش عدة قبور، وكان الأسكتلندي جون ساندرسون، الذي كان وكيلًا لإحدى الشركات التركية بالإسكندرية عام 1558 يقضي كثيرًا من وقته في تجارة المومياوات، واستطاع أن ينقل من مقابر منف مومياوات مصرية إلى إنجلترا بعد أن لجأ إلى الرشوة لتسهيل تهريبها؛ وحقق من وراء ذلك ربحًا وفيرًا!

 بل وصل الأمر أن ملك فرنسا فرنسيس الأول كان يحرص باستمرار على حمل لفافة

 صغيرة من المومياوات لأي طارئ، وفي عام 1638م وجه دي هوساي السفير الفرنسي بالقاهرة إلى الكردينال ريشيليو بباريس رسالة تُبين مدى ما وصلت إليه حال آثارنا في ذلك العهد؛ حيث يقول: إن أجمل الآثار القديمة قد صانت نفسها من عوادي الزمن قرونًا عديدة، ليتسنى لنيافتكم اختيار ما تشاؤون! لتزيين مكاتبكم! أو الحفظ في خزائن نفائسكم!

أما عن أوراق البردي المنهوبة التي احتوت متونًا دينية ووثائق قانونية وقصصًا أدبية فحدث ولا حرج، فعلى سبيل المثال تخلو المتاحف المصرية من أوراق البردي المكتوبة بالخط الديموطيقي أو الهيراطيقي، في حين أن متحف اللوفر بفرنسا بمفرده به أكثر من خمسين بردية (كما ذكر سليم حسن) في حين أن بردية تورينو النفيسة – التي تحتوي على قائمة بأسماء وفترات حكم الملوك الذين تولوا حكم مصر خلال العصر الفرعوني – موجودة بمتحف تورينو بإيطاليا.

متاحف أوربا تتزين بآثار مصر:

ولم يكن متحف اللوفر فقط هو الذي يزخر بالآثار المصرية بل هناك متاحف فرنسية أخرى بها آلاف القطع المصرية؛ ومنها متحف مارسيليا الذي يضم أكثر من ألفي قطعة أثرية خاصة بالحضارة المصرية! أما متحف لندن فهو يضم أكثر من خمسين ألف قطعة مصرية، هذا بالإضافة إلى متاحف أوربية وأمريكية وروسية تضم عشرات الآلاف من قطع الآثار المصرية، وهذه المتاحف تمتلك روائع من الآثار المصرية لا يوجد لها مثيل بمتاحفنا، فحجر رشيد الذي هو مفتاح اللغة المصرية القديمة لا يزال خارج مصر معروضًا بإحدى قاعات المتحف البريطاني!

وتمتلك مدينة المسلات، روما النصيب الأوفر من المسلات المصرية الموجودة خارج مصر؛ سبع مسلات، بينما لا يوجد بمصر حاليًا غير مسلتين، وبفرنسا أربع مسلات مصرية، وفي لندن واحدة، وفي اسطنبول واحدة، وفي بروكسل واحدة، وفي برلين واحدة، وفي نيويورك واحدة، وتبلغ جملة المسلات المصرية الموجودة في بلاد العالم المختلفة 23 مسلة.

محمد علي.. وإرضاء الغرب: وقد أراد محمد علي الألباني أن يوطد مركزه دوليًّا، فبدأ يتودد للأجانب، ويحرص على إرضائهم، ففتح باب مصر على مصراعيه أمام الأوربيين تجارًا ودبلوماسيين وسائحين، ولم يهتم بآثار مصر إلا باستخدامها وسيلة جذب للشخصيات العالمية المؤثرة. وفي ذلك العهد كانت المهام الدبلوماسية قليلة، فاتجه القناصل والدبلوماسيون لشغل فراغهم بجمع الآثار المصرية، وكان برناردينو دورفيتي أول قنصل لفرنسا بمصر عقب الحملة الفرنسية، يتاجر في الآثار المصرية علنًا، وكان متسمًا بالجشع والطمع حتى كرهه منافسوه، أما القنصل البريطاني هنري سولت فقد كان مولعًا بالآثار المصرية، وتنافس مع دورفيتي الفرنسي على نهب الآثار المصرية، بل وتسابقا نحو الحصول على الامتيازات التي نالوها من الباشا! أما الدبلوماسي الإيطالي جيوفاني باتستا بلزوني فكان نهَابًا للآثار المصرية، ونفذ في وقت قصير ما عجز عنه منافسوه، وحفز غيره في الاندفاع نحو السطو على الآثار المصرية وحيازتها.

أما الإنجليزي واليس بادج، الذي بدأ حياته بالعمل في قسم الآثار المصرية بمتحف لندن، فقد كان من أشد مسئولي جمع الآثار جشعًا في القرن التاسع عشر، وكانت وسائله في جلب الآثار المصرية جشعة وغير مستساغة من منافسيه. في حين قال الأب جيرامب الذي زار مصر عام 1833 لمحمد علي: لم يكن من يزو مصر يحوز الشرف إلا إذا كان يحمل مومياء في إحدى يديه، وتمساحًا في الأخرى!

بالرغم من ذلك فقد قام محمد علي ببعض الإجراءات التي كان من الممكن أن تحافظ على

 الآثار المصرية من السرقة والتخريب، لكنها لم تستمر؛ ومنها؛ أنه في عام 1835م أمر بتسجيل الآثار المصرية الثابتة، ونقل الآثار القيمة إلى قصر بالأزبكية، وسماه متحف الأزبكية، وأشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي، واستطاع الشيخ رفاعة إصدار قرار بمنع التهريب والإتجار في الآثار المصرية إلى الخارج، ولكن بوفاة محمد على باشا عام 1849م عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول من سرقة الآثار.

وفي عام 1863م أقرّ الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذ! وفي 1897 وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري، الذي اكتمل بناؤه عام 1902 فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة.

وفي يوم الـ 22 من مايو 2018، ضبطت سلطات الجمارك بميناء ساليرنو بضبط حاوية دبلوماسية مصرية قادمة من ميناء الإسكندرية؛ تشتمل على كمية كبيرة وثمينة لقطع آثار مصرية، لم تُعرها وزارة الآثار المصرية اهتمامًا بل خرج رئيس إدارة الآثار المستردة بالوزارة؛ مُعلنًا أن تلك القطع الأثرية ليست من مفقودات مخازنالوزارة، بل هي نتاج حفر وتنقيب غير شرعي قام به مواطنون خلسة!

وقد كان وراء هذه السرقة الضخمة ثلاثة من الدبلوماسيين الإيطاليين الثلاثة أحدهم هو القنصل الفخري السابق لإيطاليا أوتكر سكاكال، وكان يستأجر شقة في حي الزمالك بالقاهرة، أودع بها الآثار المهربة لأكثر من عام، كما كان يمتلك القنصل الفخري السابق منزلين؛ أحدهما بالفيوم والآخر بمصر الجديدة؛ وذلك قبل أن يبيعهما لاحقا عندما قرر الرحيل عن مصر.وبالرغم من أن سكاكال؛ كان قد أنهى خدمته كدبلوماسي بمصر منذ مارس عام 2016، بعد أن ظل قنصلًا فخريًّا لإيطاليا لأكثر من 11 عاما، بالأقصر تلك المدينة التي تزدهر بأروع آثار العالم.وكانت خادمته بشقته بالزمالك؛ أخبرت في  التحقيقات التي أُجريت معها، أنها طوال مدة عملها أنه كان يتردد على الشقة الكثير من الأجانب الذين كانوا يدخلون إلى مخزنه أو قل (متحفه) بالشقة من أجل الاطلاع أو شراء بعض القطع الأثرية.

ويقول دقيل: إن الدبلوماسيين اللصوص الذين نهبوا آثار مصر خلال القرون الماضية؛ لا يزال أحفادهم يرتعون بأرض مصر وآثارها دون رقيب أو حسيب، بل وربما بغطاء رسمي؛ خاصة وأن القضية؛ تؤكد على أن هناك إهمالًا أو تراخيًا أو ربما مؤازرة واضحة من قبل المسئولين.

وكذا الأشاوس:

وليت الأمر كان قاصرًا على الدبلوماسيين الأجانب، لكن حكامنا الأشاوس فرطوا في معابد كاملة، ومسلات، وآثار ضخمة على سبيل الإهداء؛ كأنما هي ملك آبائهم وجدودهم، وهناك دخان بنار متوهجة، عن مجموعات منهم تتولى استخراج وبيع الآثار، وإخراجها من البلد عيني عينك، وامتلأت المجموعات الشخصية، وبعض المتاحف الجديدة بالآثار المصرية الضخمة مثل اللوفر في أبو ظبي الذي كثر الحديث عنه!

وقد كتب الصحفي عادل حمودة عن حكامنا دبلوماسيينا المفرطين في الآثار! تحت عنوان: حكام مصر من محمد على إلى السادات قدموها هدايا بقرار منهم؛ فقال:

عندما هزم اللورد نيلسون جيش نابليون في معركة النيل عام ١٨٠١، أهداه محمد علي باشا مسلة كيلوباترا الثانية، التي نقلت من الإسكندرية، بعد ألفي عام إلى بريطانيا بتكلفة لا تزيد على ١٠ آلاف جنيه إسترليني، وعندما وصلت لندن في بداية عام ١٨٨٨ وضع إلى جوارها تمثالان على هيئة أبي الهول.

وفى عام ١٨٣٣ أهدى محمد علي مسلة رمسيس الثانى، التي شيدها أمام معبده فيالأقصر إلى فرنسا، إلى ملكها لويس فيلب؛ لتقف شامخة في ميدان الكونكورد؛ لتكون الرابعة،بعد أن نقل نابليون ثلاث مسلات قبلها توسطت ساحات الونتابلو وفنسان وأرل!

وفي الوقت نفسه أهدى محمد علي مسلة لتحتمس الثالث إلى بريطانيا.

وأهدى ابنه الخديو توفيق مسلة أخرى، لتحتمس الثالث إلى الولايات المتحدة.

وفى عهد الملك فؤاد الأول خرجت مقبرة فرعونية كاملة، واستقرت في متحف تورنتو سميت مقبرة الفنان خا، التي اكتشفت في البر الغربى لمدينة الأقصر.

وعند زيارة الأرشيدوق النمساوى ماكسيمليان الثانى إلى مصر، أعجب بقاعة في قصر أحد المماليك، فأمر الخديو عباس الأول بنقل القاعة بالكامل إلى فيينا.

ولم يتغير الوضع كثيرًا بعد ثورة يوليو:

فحسب هيكل في كتابه خريف الغضب أهدى جمال عبد الناصر آنية من المرمر إلى اللجنة المركزية السوفيتية، احتفالًا بانتهاء بناء السد العالي، وأهدى تماثيل للطائر أبيس

 لرؤساء دول الكتلة الشرقية في مناسبات مختلفة! وليست هناك سجلات رسمية بالآثار التي خرجت بأمر منه إلى حكام العالم دون موافقة البرلمان.

على أن ما صعب نسيانه أن عبد الناصر أهدى ٤ معابد – نعم معابد كاملة – وبوابة من معبد كلابشة لخمس دول ساهمت في إنقاذ آثار النوبة من الغرق، أثناء بناء السد العالى!

حسب تقرير «إيجيبشيان جيوجرافيك»: حصلت الولايات المتحدة على معبد دندور الذي شيده

 الإمبراطور الروماني أغسطس على شاطئ النيل الغربى جنوبي أسوان؛ ليصور نفسه فرعونيًّا، يقدم العطايا إلى إيزيس وأزوريس، وولدهما حورس.وتزن حجارة المعبد ٨٠٠ طن، نقلت في ٦٦١ صندوقا إلى نيويورك، وقبضت شركة الشحن خمسين مليون دولار دفعها متحف متروبوليتان ليحصل عليه!

وحصلت إسبانيا على معبد ديبور، الذي يضم هيكل الإله آمون؛ ليعاد تشييده في حديقة باركي دل أويستي، بالقرب من القصر الملكى في مدريد!

وحصلت هولندا على معبد طافا، الذي شيده الرومان على بعد ٤٨ كيلومترًا، جنوبي أسوان، ويتكون من ٦٥٧ حجرًا، تزن ٢٥٠ طنًّا، وأعيد تركيبه في متحف ليدن!

وحصلت إيطاليا على معبد إليسيا، الذي شيده تحتمس الثالث لعبادة آمون!

وحصلت ألمانيا على إحدى بوابات معبد كلابشة المعروفة باسم: البطلمية!

ويصعب القبول بإهداء هذه المعابد؛ مهما كان السبب! وهي سابقة لم تحدث من قبل؛ فلم نجد دولة تفرط في تراثها الحضاري بهذه السهولة، وبقرار من أعلى سلطة فيها.

وسار أنور السادات على طريق عبد الناصر:

ففي فبراير ١٩٧١ – بعد ٤ شهور من توليه الرئاسة – أهدى تمثالا للإله أوزريس إلى الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو!

وبعد شهر واحد قدم تمثالًا للإلهة إيزيس ترضع طفلها حورس إلى الرئيس السوفيتى بريجنيف!

وعلى مدار ١١ سنة حكم فيها مصر بلغت هداياه الأثرية أكثر من ١٠٠ قطعة؛ خرجت بتعليمات مباشرة منه.

حصل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على تمثال جالس للإلهة إيزيس هدية بمناسبة زيارته إلى مصر!

وسبق ذلك تمثال للطائر أبيس، هدية إلى وزير الخارجية هنرى كيسنجر!

وبعدها أهدى جيسكار ديستان تمثالًا من البرونز بمناسبة توليه الرئاسة الفرنسية!

أكثر من ذلك منح السادات إناء من المرمر إلى المليونير اليوناني أوناسيس!

كما أهدت جيهان السادات هدايا مشابهة لزوجات حكام الفلبين والمكسيك وإيران!

وهناك مافيات فائحة الرائحة في التجارة بالآثار حاليًّا، وثم اتهامات لبعض المسئولين بالضلوع في عملية تهريب واسعة، لقطع أثرية، من مخازن المتحف المصري؛ لعرضها بمتحف “اللوفر أبو ظبي”، وهؤلاء المسئولون نافذون جدًّا؛ حتى إنهم قطعوا الكهرباء عن مطار  القاهرة الدولي في 28 يوليو 2017، مدة تزيد عن الساعتين، ما تسبب في تأخر إقلاع 12 رحلة طيران دولية، وأعلنت وزارة الآثار في 16 أغسطس 2017 عن اختفاء 33 ألف قطعة أثرية من مخازن المتاحف، ثم لتكشف أبو ظبي عن لُوفَرها للمقتنيات الأثرية!

وقد أراد الله تعالى أن أتعامل مع عدد لا بأس به من الدبلوماسيين المستعربين، لأجد النعومة، والاستيعاب، والمجاملة، والقدرة على كسب الود والملاينة، أو الحزم والصرامة عند الاقتضاء! ورأيت وجوهًا في السلوك بالفعل بين واحدٍ وآخر! وكان حولهم دومًا مساعدون منوّعون: ثعالب، وفراشات، وسعاة للخدمة! وأتحدث في جزءٍ تالٍ عن نماذج دبلوماسية – من ضمن نماذج كثيرة عرفتها – لعل في الحديث عنها فائدة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى