د. عبد العزيز كامل يكتب: أموال المسلمين.. بين رعاة البقر ورعاة الشاة
َ إذا كانت كلمة (رعاة البقر) تستدعي عند سماعها معاني الخيلاء والكبر والاحتيال والتفنن في سبل الاغتيال للسطو على الأموال،
كما كان الشأن عند قدامى الأمريكان؛ فإن عبارة (رعاة الشاة) تعني المترفين من أعراب آخر الزمان..
فقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم:
(متى الساعةَ؟ قال: سُبحانَ اللهِ! ما المَسئُول بأَعلمَ بها من السائلِ: قال: إن شئتَ أنبأتكَ بأشراطِها؟ قالَ: أجلْ. قـال: إذا رأيتَ العالةَ الحفاةَ العراةَ يتطاولونَ في البِناءِ وكانوا ملوكا. قَال: ما العالةُ الحفاةُ العُراةُ؟ قال: العَرَبُ)
واصل الحديث في الصحيحين، ولكن هذه الرواية فيها معاني زائدة، وأخرجها البيهقي في السنن الصغير على شرط مسلم. [١/١٤]
قال القرطبي رحمه الله:
(ومَقصودُ هذا الحَديثِ: الإخبارُ عَن تَبَدُّلِ الحالِ وتَغَيُّرِه بأن يَستَوليَ أهلُ الباديةِ الذينَ هَذِه صِفاتُهم على أهلِ الحاضِرةِ، ويَتَمَلَّكوا بالقَهرِ والغَلبةِ، فتَكثُرَ أموالُهم، وتَتَّسِعَ في حُطامِ الدُّنيا آمالُهم، فتَنصَرِفَ هِمَمُهم إلى تَشييدِ الْمَباني، وهَدْمِ الدِّينِ وشَريفِ الْمَعاني، وأنَّ ذلك إذا وُجِدَ كان من أشراطِ السَّاعةِ)..
تواردت عندي خواطر ومعاني حول هذا الحديث عندما سمعت كبير رعاة البقر (ترامب) يطلب بكل الكبرياء والخيلاء أن تدفع له المملكة السلمانية مبلغ ٤٥٠ مليار دولار مقابل تخصيصها بأول زيارة له إلى الخارج بعد تنصيبه!
فكان الجواب.. بل نعطيك على سبيل الاستثمار مبلغ ٦٠٠ مليار دولار…!!
وطلب مقابل الزيارة ألف مليار دولار، يعني (ترليون) من أموال المسلمين، في البلد التي بها قبلة المسلمين!!
والسؤال هو..
أين كان هذا الكرم الحاتمي والبذخ العربي السخي طيلة عام من الحصار الأمريكي والدمار الصهيوني، مع الإمعان في التقتيل والتنكيل من تحالف المغضوب عليهم والضالين ضد شعب العز والفخار في غزة، بعد أن تركهم قارونات العربان أسارى مكر دهاة الفرس في إيران؟
.. وأين كان أباطرة المترفين وهم يغدقون على قياصرة الصليبيين تلك المليارات.. وملايين المستضعفين في فلسطين وغيرها ينقصهم ما تحت الحد الأدنى من ضروريات الغذاء والدواء والكساء والغطاء في مخيمات العراء؟!
حقا حقا.. نشهد؛ بل نحلف:
والله وبالله وتالله.. أنكم يا رعاة الشاة من أشر أشراط الساعة.. ولا نقصد بالطبع الطيبين من أهل الجزيرة العربية.. فهم الأغلبية والأكثرية..
أما أمثال (ترامب) فيصدق في شراهتهم وجشعهم ولكاعتهم خبر الوحي الصادق.. (لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يَكونَ أسعَدَ النَّاسِ بالدُّنيا لُكَعُ بنُ لُكَع).. [صحيح الترمذي/٢٢٠٩]
قال أهل العلم: (لكع بن لكع هو: اللئيم ابن اللئيم، أو هو: رديء النسب والحسب، وقيل: من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق).. وهل ترامب إلا هذا الذئب؟
لا حقق الله له غاية.. ولا رفع لبلاده في عهده راية