مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: باقة تهنئة لآل هنية

قبل تقديم هذه الباقة.. لابد من التذكير بأن الذي نعرفه من سيرة سيد الرسل مع قتلة الأنبياء وأعداء الرسل؛ أنه -صلى الله وسلم- كان يتعامل مع كبار رؤوس الشر منهم في زمانه؛ كما يتعامل هؤلاء الأنجاس مع رؤوس الناس من المسلمين في زماننا..

ولكن زماننا صار زمان هوان..

أما هنية وآل هنية.. فهنيئا لمن كانت قتلته على يد يهود أو أشباه يهود.. فهي -كما نحتسب- خير قتله في خير قضية.. ومنزلة الفائزين فيها هي خير المنازل بعد النبوة..

 ففي الحديث المتفق على صحته:

(ما مِن أحَدٍ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، وأنَّ له ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ، غَيْرُ الشَّهِيدِ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ)

وفي الترمذي بسند حسن: (ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين أو أثرين، قطرة دمعة من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله).

وقال عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم: (والَّذي نفسي بيدِه لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ اللهِ ـ واللهُ أعلَمُ بمَن يُكْلَمُ في سبيلِه ـ إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجُرحُه ينثَعِبُ دمًا اللَّونُ لونُ دمٍ والرِّيحُ ريحُ مِسكٍ). متفق عليه

وقال: (أرواحَ الشُّهداءِ في طَيرٍ خُضرٍ تَعلقُ من ثمرِ الجنَّةِ، أو شَجرِ الجنَّةِ). صحيح الترمذي: 1641

وقد صح أنَّ رجلًا سأل أيُّ الشهداءِ أفضلُ يا رسول الله؟ قال: (الذين إن يُلْقُوا في الصفِّ لا يَلفِتون وجوهَهم حتى يُقتَلوا، أولئك يَنطلِقون في الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ، ويضحكُ إليهم ربُّهم، وإذا ضحِك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حسابَ عليه).

صحيح الترغيب (1371)

وقال عليه الصلاة والسلام: (يَشْفَعُ الشهيدُ في سبعينَ من أهله). صحيح الجامع (8093 ).

وقال عليه الصلاة والسلام: (لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأحدٍ جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ تأكلُ من ثمارِها وتَهوي إلى قناديلَ من ذهبٍ في ظلِّ العرشِ، فلمَّا وجَدوا طيبَ شربِهم ومأكلِهم وحُسنَ مُنقلبِهم قالوا: يا ليتَ إخوانَنا يعلمونَ بما صنعَ اللهُ لنا لِئلَّا يَزهدوا في الجهادِ ولا يَنكُلوا عنِ الحربِ، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أُبلِّغُهم عنْكُم فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ هؤلاء الآياتِ على رسولِهِ:

 {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (17)} من سورة آل عمران

فاللهم تقبل الشهداء.. وألحقنا بمنازل الشهداء، في جوار حبيبك سيد الأنبياء.. يا سميع الدعاء

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى