السبت مايو 18, 2024
مقالات

عدوان.. وسيتحاربان!

د. عبد العزيز كامل يكتب: جدلية العلاقة بين إيران والغرب (١)

الهجوم المحسوب من دولة الرفض على دولة المسخ مؤخرا؛ ينبغي فهمه ضمن سياق سباق المشروعات على أرضنا، أرض النبوات النبوءات..

فالصليبية الغربية وصنيعتها الصهيونية من جهة؛ ودولة الفرس الرافضية من جهة أخرى؛ يتحالفان أو يتخالفان بقدر مصالحهما التي من أهمها الإضرار بعموم المسلمين من أهل السنة.

والعداء بين اللدودين المعاصرين في الشرق والغرب تاريخي وحقيقي، تماما كما كان العداء تاريخيا وحقيقيا بين الفرس والروم، فهما للآن أمتان متنافستان متصارعتان، وستبقيان بوصفهما واسمهما إلى آخر الزمان..

صحيح أن بين أعداء أمتنا شرقا غربا تقاطع مصالح وتقاسم مغانم على حسابنا وفوق أراضينا؛ لكن ذلك لا ينفي أن المصالح كثيرا ما تتضارب، والمقتسمون كثيرا ما يتصارعون، عندما يتخطى طرف الخطوط الحمر لدى الطرف الآخر، أو يسعي أحدهما للجور على جاره في توزيع المغانم أو تحمل المغارم..

ومن الواضح جدا أن إيران تخطت بمشروعها الشيعي كثيرا من الخطوط الحمر التي وضعها لها أصحاب المشروع الصليبي والمشروع التلمودي منذ بداية الثورة الخمينية، وكذلك فإن دولة يهوذا وحلفاءها قد نالوا من دولة الفرس في السنوات والأشهر الأخيرة ما كسر كبرياءها وأهان سيادتها من خلال عمليات استهداف بالقتل لكبار مسؤوليها ومخططيها العسكريين، مباشرة وحقيقة، وليس مسرحية ولا تمثيلية..

كذلك فإن إيران التي تسعى لاستعادة امبراطورية فارس بسيطرتها الكاملة على العراق وجزيرة العرب والشام وربما مصر؛ لن يتفرج عليها قارونات العصر في أمريكا والغرب وهي تنافسهم على أخطر بقاع العالم في الثروات والممرات والأهمية الاستراتيجية، كما هو الحال في تحكم إيران في مضيق هرمز وباب المندب اللذين يؤثران على قناة السويس، وكلها لها تأثيراتها الضخمة على الملاحة والتجارة الدولية، كما اتضح من تسليط الحوثيين على المضيق اليمني.

وإذا أضيف لذلك أن دولة الفرس المعاصرة تمضي بعيدا في تحالف استراتيجي يتنامى مع أكبر الأعداء الشرقيين للغرب (روسيا والصين وكوريا الشمالية) بما أعاد أجواء الحرب الباردة، القابلة للتحول إلى حرب عالمية ساخنة.. فإن الكلام هنا عن صراع تمثيلي أو مسرحي؛ هو تبسيط مخل، بل تسطيح ممل..

…….

يتبع بإذن الله..

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب