مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: جيوش العرب.. هزيمة بلا حرب!

 إذا كان مجاهدو فلسطين قد انتصروا للأمة التي لم تنتصر لهم، أو التي حيل بينها وبين نصرتهم.. فإن الأنظمة العربية التي باعت القضية؛ قد باءت بالهزيمة المنكرة أمام شر البرية من العصابات الصهيونية، رغم أن تلك الأنظمة في هذه الجولة لم تدخل حربا، ولم تحرك ساكنا..

برغم كل الجراحات والنوائب والمصائب التي صبت على أهل غزة صبا؛ على مرأى ومسمع من عالم العبيد؛ فإنهم قد صنعوا بتثبيت الله لهم نصرا لم تتحد أبعاده بعد، ولن تمحى آثاره إلى الأبد، فهم -على كل حال- دقوا المسامير الحالية والمستقبلية في نعش الدولة اليهودية المعادية لعموم البشرية، بما يقرب نهايتها الأكيدة ويؤذن بزوالها المحتوم.

لا بل يمكننا أن نقول؛ إن كيان الطغيان الأمريكي الظالم آخذ في الضعف وذاهب إلى ذبول، كيف لا والله تعالى يقول:

{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (هود/١٠٢).

وفي الصحيحين أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته»، ثم قرأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).

وأيضا.. كم من عواصم شاركت في قواصم المستضعفين في فلسطين وغيرها.. سيأتي دورها، يوم تحفر قبرها بحوافرها، ولكن الإنسان كان عجولا، يحكم على مقتضى قصر نظره واستعجاله في أمره، ولذلك قال الله لنبيه عن أعدائه: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} (مريم/ ٨٤)

قال ابن كثير: «أي: لا تعجل يا محمد على هؤلاء في وقوع العذاب بهم، (إنما نعد لهم عدا) أي: إنما نؤخرهم لأجل معدود مضبوط، وهم صائرون لا محالة إلى عذاب الله ونكاله.. وقال السدي: (إنما نعد لهم عدا) السنين، والشهور، والأيام، والساعات».

فاللهم يا ولي الصابرين.. أنزل السكينة على قلوب المرابطين، وثبت أقدامهم واحقن دماءهم ومكنهم من أعدائهم وكف أيدي الظالمين عنهم، وأغنهم بفضلك عمن خانهم وخذلهم..

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights