الجمعة سبتمبر 27, 2024
مقالات

محاولة للتفسير.. لا التبرير

د. عبد العزيز كامل يكتب: صمت الشعوب الصادم.. (2)

كل من تابع تصاعد الهوس الديني الصهيوصليبي في منطقتنا العربية قبل وبعد سنة ٢٠٠٠ بعدة سنوات؛ كانت تظهر أمامه بصورة واضحة أعراض «حمى ألفية» توراتية إنجيلية، تمت ترجمتها إلى عدة أهداف أساسية، شكلت فيما بعد استراتيجيات للمستقبل على المدى المتوسط والبعيد.

وكان يقبع خلف ذلك الهياج الديني عند هؤلاء الأعداء وقتها؛ معتقدات وتصورات خرافية بأن العالم مقبل في العقود الأولى من الألفية الثالثة على استقبال عهد العودة الثانية لمسيح النصارى، وبدء علامات الخروج الأول لمسيح اليهود المنتظر، وهو ما يستلزم عند المغضوب عليهم والضالين معا؛ شروعا فعليا في خطوات يسلم بعضها لبعض، لن يخرج منتظر أي منهما -في اعتقادهم- بدون تحققها كلها..

وهذه الخطوات هي:

1- ترسيخ وترسيم مبدأ (يهودية الدولة) على أرض فلسطين كلها، وإقرار ذلك في ظل «الشرعية» الدولية الجائرة..

2- إعلان القدس بقسميها عاصمة أبدية لهذه الدولة بعد استكمال تهويدها ودفع العالم للاعتراف الرسمي بها.

3- الإقدام الفعلي على هدم المسجد الأقصى بعد خطوات تدريجية لفرض واقع جديد تحت سيف التهديد.

4- الشروع العملي في إعادة بناء المعبد اليهودي مكانه تحت مسمي (هيكل سليمان الثالث) باعتباره قبلة اليهود الضائعة منذ ألفي عام.

5- تهيئة شعب اليهود في العالم لاستقبال العصر المسيحاني، بذبح (البقرة الحمراء العاشرة) على أعتاب هذا الهيكل، للتطهر من النجس العام الذي يلطخ الأمة الملعونة منذ زمان البقرة التاسعة قبل ألفي عام!

6- ترويض الشعوب الإسلامية لقبول الأمر الواقع الجديد في أرض بيت المقدس وما حولها من خلال التوسع في سياسات التركيع عن طريق الإكراه على الرضى بسياسات التطبيع.

7- تغطية كل ذلك برفع راية جاهلية عامة عمية، تحاول تحويل العداوات إلى صداقات، وتذيب الفوارق بين أصحاب الديانات ذات الأصول السماوية، وهي ما اصطلح مؤخرا على تسميته ب (الإبراهيمية)..

8- تكثيف التربص بالحرمين الشريفين، باستغلال الحقد والغل الرافضي، واستخدامه للنيل منهما، بزعم السعي لتحريرهما من أهل السنة الذين يمثلون عندهم العدو الأكيد.. وربما الوحيد!

9- التوسع أفقيا في دولة اليهود لاستكمال معالم (مملكة داوود) من النيل الى الفرات، التي ترمز لها النجمة السداسية، التي صارت ترفرف في معظم العواصم العربية!

 كل ذلك كان يحتاج من تحالف الأعداء إلى إشعال (حرب عالمية) على القوى الحية أو القابلة للحياة في الأمة الإسلامية.. وهو ما بدأ بالفعل في بدايات الألفية، من خلال الحرب التي أسموها بكل صراحة ووقاحة وبجاحة: (الحرب العالمية على الإرهاب) أو (الحرب الطويلة).. أو (حرب القرن القادم) كما أسمتها وزيرة الخارجية الأمريكية -اليهودية- في عهد كلينتون (مادلين أولبرايت) في تصريحات علنية لها قبل أن تبدأ هذه الحرب بأعوام..

فكيف بدأت تلك الحرب المستمرة منذ ما يزيد على عقدين، والتي يجنون غنائمها اليوم على المستوى العام لأمة الإسلام، وماذا استهدفت، وإلى أين وصلت أو أوصلت؟

هذا ما سنحاول إلقاء بعض الأضواء عليه إن شاء الله..

فإلى لقاء آخر بإذن الله

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب