مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: ماذا وراء تنصيب الحوثي بطلا …؟ (١)

 

عندما هيأت الصليبية الدولية الأجواء بالتواطؤ مع الصهيونية العالمية لإسقاط الخلافة الإسلامية في تركيا قبل مئة عام؛ صنع الأعداء قبيل ذلك بطلا قوميا وهميا هو (كمال أتاتورك) سليل اليهود، ونصير النصارى، حيث ضخموا دوره في الحرب اليونانية التركية بين عامي ١٩١٩ و١٩٢٣، والتي سميت (حرب الاستقلال) بعد هزيمة الجيش التركي مع من هزموا في الحرب العالمية الأولى..

وقد خدعت الجماهير الإسلامية وقتها بذاك البطل المزعوم الموهوم، حتى لقد أثنى الشيخ رشيد رضا عليه، مخدوعا في بطولاته، ونظم أمير الشعراء (أحمد شوقي) شعرا يمجد صولاته وجولاته في قصيدة عصماء افتتحها بقوله:

الله أكبر كم للفتح من عجب…

                                         يا خالد الترك جدد خالد العرب.

لكن بطل الباطل هذا، هو الذي قام بأخس أدوار الخيانة للأمة، عندما قاد حزب الاتحاد والترقي العلماني في هدم الخلافة العثمانية، التي كانت تمثل آخر كيان إسلامي عالمي يجمع شتات المسلمين، وحول تركيا من دولة حامية للمسلمين إلى دولة علمانية معادية للدين في بضع سنين…!

ذات «السيناريو» الخادع تكرر فيما بعد مع زعامات صنعت صناعة على أعين الكارهين للدين، لكي تتجمع حولها جماهير المسلمين غافلة عن أغراض خداع مبيتة.

 

 ولن نطيل في تفاصيل ذلك الأمر المشهود، فيكفي ذكر عبد الناصر وما انتهت إليه «بطولاته» الوطنية في جريمة الهزيمة الكبرى التي سميت “نكسة” عام ١٩٦٧، تحت رايات القومية العربية الفاشلة..

 

 ثم ما جرى من تفخيم وتضخيم لشخص السادات بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣، التي انتهت إلى الاعتراف لدولة اليهود بحق الوجود بمقتضى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التي صارت بعد ذلك مسارا عاما على طريق تطبيع التركيع لغالب الدول العربية..

ولن ينسى جيلنا، كيف أسبغت صفات البطولة والمجد على إمام الضلالة الخميني، بعد قيام ثورته الشيعية الرافضية عام ١٩٧٩، والتي وصفت زورا بـ(ثورة المستضعفين) رغم تكفير زعمائها وعلمائها لجمهور الصحابة، ومعادتهم لعموم الأمة من أهل السنة، ومع ذلك انخدع وخدع بها كثير من المحسوبين على الإسلاميين..

ولن ننسى كذلك أنه منذ سنوات قلائل جرى ترميز (حسن نصر الله) وتنصيبه زعيما لما يسمى (محور المقاومة) ضد الاحتلال، وخاصة بعد حرب لبنان ٢٠٠٦، حيث كان المتظاهرون يهتفون باسمه ويرفعون صوره في المساجد بالقاهرة وغيرها أثناء تلك الحرب، ليقوم هذا «البطل» المزعوم بعدها ببضع سنين بأخطر دور في أقذر حرب، وهي حرب إيران ضد الثوار والمجاهدين في سوريا بالتعاون مع روسيا، وهو لم يخف أنه قام بذلك لإنقاذ طاغية الشام بشار، ولحساب من صنعوه ومولوه ووجهوه في طهران غير الطاهرة..

واليوم يجري تلميع شيعي أو متشيع مخادع آخر، هو (عبد الملك الحوثي) الذي استولى على اليمن بدفع من إيران، كما سيطر حسن نصر الله قبله على لبنان، وهيمن السيستاني على العراق لحساب طهران..

فما شأن تلك الحركة الحوثية الشيعية في الأحداث الجارية، التي تريد خطف ثمرات البطولة والنصر من أماجد غزة الأعزة، في تحركات لا تخلو من أغراض وغموض شيعي باطني، استدعى الدعوة لإنشاء تحالف دولي جديد لمواجهتها والتصدي لها، بعد تهديدها الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وسط أجواء صاخبة بين يدي قدوم قوات ضاربة، لا يعلم غير الله ما تنتهي إليه من عاقبة..

وللحديث بقية بإذن الله..

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى