د. عبد العزيز كامل يكتب: نعيد من جديد (1)
قناعتي القديمة المتجددة أن الفرس والروم المعاصرين.. [عدوان وسيتحاربان] هكذا كانوا على مر التاريخ، وحتى نهاية التاريخ، وقد خصصت لذلك فقرة كبيرة بذاك العنوان في كتابي (حتى لا يستباح الحرم) الصادر عام 1437 هجري الموافق 2016 ميلادي
وكنت قد كتبت في هذه الصفحة بعيد اشتعال حرب غزة مقالا بتوقعاتي عن هذه الحرب في 21 أكتوبر 2023، جاء فيه..
(كل المؤشرات تؤكد أن معركة طوفان الأقصى ستتمدد وتتطور وتطول، لتتحول من أحداث تخص جزءا صغيرا من فلسطين؛ إلى صدام واسع المدى، له أبعاده العالمية والإقليمية، وكذلك تداعياته الداخلية في الدول المحيطة بكيان الاحتلال.
وستكون هذه التطورات على هذه المستويات الثلاثة في حال حدوثها -والعلم عند الله- مقدمات لملاحم وصدام عظيم بين عتاة الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.
فطوفان الأرض المباركة مرشح للتحول إلى ثوران إقليمي حولها، ثم بركان عالمي تتغير موازين القوى حيالها.
فعلى المستويات الداخلية؛
فإن البلدان المعنية بما كان يسمى بـ(الصراع العربي الإسرائيلي) سيجري جر أنظمتها طوعا أو كرها للعودة لذلك الصراع بصور جديدة، وهو ما سيطيح بمخرجات استراتيجيات السلام الموهوم والتطبيع المزعوم، خاصة إذا جرى البدء في تنفيذ مخطط (الوطن البديل) للفلسطينيين في سيناء والأردن.
وأما على المستويات الإقليمية؛ فإن الهزيمة الإسرائيلية خلال الأيام الأولى لطوفان الأقصى؛ كانت أيضا هزيمة أمريكية، باعتبار أن كيان العدوان هو في الأصل قاعدة عسكرية متقدمة للأمريكان في صورة دولة.
ولأن إيران عدت ما جرى انتصارا لها قبل غيرها؛ فالمترجح التحرش بها واستدراجها للمواجهة من قبل الحشود العسكرية الأمريكية والغربية التي يتوالى وصولها إلى المنطقة.
ولا شك أن العواصم العربية التي احتلتها إيران، واصطنعت فيها أذرعتها العسكرية تحت مسمى (محور المقاومة) في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء؛ ستظل أنظمتها تحت خط النار، إذا ما تقرر كسر شوكة طهران، بعد أن تخطت الخطوط الحمر التي رسمت لها بانضمامها إلى تحالف المعسكر الشرقي الجديد، الجامع بين الأعداء الألداء لأمريكا والغرب، وهم الصين وروسيا وكوريا الشمالية.
وأما على المستويات العالمية:
فإن الحشود العسكرية الأمريكية والبريطانية الضخمة، لم تأت لمجرد مساندة عصابات نتنياهو المذعور من هجوم المقاومة الإسلامية، وكذلك فإن إرسال أمريكا ثلاث حاملات طائرات إلى شرق المتوسط بكامل التسليح البري والبحري؛ وبصحبة 2000 مقاتل من قوات المارينز وتجهيز أضعافهم (حتى كتابة هذه السطور)، مع قدوم قوات بريطانية بحرية للدعم اللوجستي، وقول بايدن بأن الحرب ستطول؛ وقول وزير خارجيته بأننا نخوض حربا دينية، كل هذا يدل على أن المخطط أكبر من تل أبيب، وأبعد من غزة..).
انتهى النقل..
واليوم أقول: لازال في هذه النازلة فصول، فاللهم سلم سلم..
وللحديث بقية إن شاء الله