د. عبد العزيز كامل يكتب: هل لاحظنا…؟
في الوقت الذي حبس فيه العالم أنفاسه وهو ينتظر (أنصار مهدي الشيعة المنتظر) أو غيرهم ممن هم على شاكلتهم.. كيف سينتصرون للشرف المهان بعد اغتيال (هنية) في إيران.. إذا بدولة الطغيان العبرية تقتل بعد هنية «مية» في لحظة واحدة وهم بين راكع وساجد.. ليكون هؤلاء المئة من الشهداء شهودا عند ربهم بأن روح الهوان والخذلان تخطت منافقي العربان لتفضح تجار بازار طهران، الذين اتخذوا من قضية القدس سلعة لترويج بطولاتهم الزائفة، إلا على المسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان، حيث قتلوا فيها الملايين، وهجروا وشردوا عشرات الملايين.. بعد أن اتخذ الفرس من قضية القدس والأقصى (الذي لا يعترفون بوجوده على الأرض تصلا) واجهة تجمل وجه مشروعهم المدمر لعموم المسلمين، بالاشتراك مع الصليبيين ومنافقي العلمانيين الكارهين للدين..
وبين هؤلاء وهؤلاء تتبختر كبرا وبطرا؛ شر الشراذم البشرية بمليوناتها الخمسة الخسيسة، على أمة المليارين الحبيسة الأنفس والأنفاس، دون بقية الخلق وعموم الناس..
فما سر هذا الوهن والهوان…؟
إنه ذات السؤال الذي سأله خير الأصحاب لخير الرسل -صلوات الله وسلامه عليه- عندما أخبر عن حالنا، وعن السر فيما نراه اليوم حولنا، فقال: (يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ.. فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ…؟ قال لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ)..
صحيح الجامع برقم (٨١٨٣)..