د. عبد العزيز كامل يكتب: يترجلون ويرحلون وتبقى آثارهم.. فمن يحييها لهم؟
يموت العالم الفقيه.. ويحيا في الناس فقهه..
ويذهب الداعية المخلص؛ وتنتشر في الآفاق دعوته..
ويرحل المفكر الحر؛ وتبقى في الأجيال آثار فكره..
ولا شك أن وراء ذلك جهدا وبذلا ممن عرفوا قدرهم وتتلمذوا على عطائهم،
ولكن يبقى أن المقبول من تقبله الله في دنياه، وكتب آثار ماكتبه في موازين أخراه، في كتاب لا يضل ربي ولاينسى، كما قال الله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} [يس/ 12]
فرحم الله عملاقا من عمالقة الفكر الإسلامي المعاصر.. الأستاذ (أحمد محمد الراشد) مفكر العراق الفذ الذي رشدت على فكره أجيال من الدعاة الوعاة.. حيث ظل كتاب (المنطلق) ملهما لكل أراد الانطلاق، وبقي (المسار) مرشدا لكل من سار على الطريق، متزودا بفيض من (الرقائق) متجنبا ما يعرض من (العوائق)..
فاللهم اجعل كلمات وقبسات فكر (الراشد) أنوارا في قبره، وتقبلها في صالح عمله، وارفع بها في الآخرة ذكره وقدره، وأدخلنا وإياه في عبادك الصالحين ومنازل الصديقين من الهداة المهتدين.
اللهم آمين..