أقلام حرة

د. عبد الله كمال يكتب: إياك والاحتكار

أيها التاجر, وكذا كل من بيده أقوات الناس ومالا غنى لهم عنه, مع هذا الغلو الفاحش في الأسعار هذا موطن اختبار لك؛ فإياك والاحتكار إياك والمتاجرة بأقوات المسلمين؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ”.

وقال ابن حزم:” وَاتَّفَقُوا أَن الحكرة الْمضرَّة بِالنَّاسِ غير جَائِزَة”. . وليس أضر من الاحتكار في وقتنا؛ فتزيد السلع فوق زيادتها, فتفز بالمال إلا أنه يكن وبالا عليك في الدنيا قبل الآخرة.

فمن كان في قلبه أدنى مسحة من مرؤة ودين فإنه لايتاجر بأقوات المسلمين بل يتاجر مع الله، وكلما زاد المرأ في الفضل زاد في البذل فهذا عثمان بن عفان تأتيه قافلة له من الشام في وقت نزل فيه بالمسلمين من الجدب والقحط فإذا هي ألف بعير مسوقة تحمل برًا وزيتًا وزبيبًا.

فجاءه التجار وقالوا: بعنا من هذا الذي وصل إليك فإنك تعلم ضرورة الناس فيقول حبًّا وكرامة: كم تربحوني على شرائي فيجيبون قائلين الدرهم درهمين فيقول: أعطيت أكثر من هذا فيقولون: يا أبا عمر، وما بقى في المدينة تجار غيرنا وما سبقنا إليك أحد فمن الذي أعطاك.

فيجيب عثمان رضي الله عنه: إن الله أعطاني بكل درهم عشرة أعندكم زيادة فيقولون: لا، فيشهد الله على أن هذه وما حملت صدقة لله على المساكين والفقراء من المسلمين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى