لم يكن الشهيد سيد قطب مجرد أديب كما يحلو للبعض أن يصفه،
والذين يسلكون هذا السبيل لا يعلمون طبيعة هذه الشريعة، وسنتها في التعامل مع من ينطق بلسانها، فليس من سنة الشريعة أن تنفتح لمن لا يملك مفتاحها، أو تغدق على من لم يسبر غورها ويستكنه أسرارها،
ولقد قَدّم الشهيد الحقيقة الشرعية الكبرى ناصعة لامعة، وما ذاك إلا لأنّه أدرك من الشريعة لبابها، غير أنّه عَبَّرَ عن الحقيقة التي علمها من الشريعة بأسلوبه الأدبيّ الرائع؛ فظنّه المتابعون عن بعد أنّه مجرد أديب،
ولو أنّهم أحسنوا قراءة كتبه لعلموا كم هو على علم وفقه ووعي ونضج! وبالمناسبة: هل وضع سيد قطب مصطلح (توحيد الحاكمية)؟ لا أذكر – وقد قرأت كتبه من زمن بعيد – أنّه اعتاد استعمال هذا المصطلح، ربما نحن من وضع المصطلح من بعده تأطيرا لما أصّل له،
أمّا الذي فعله فهو أنّه تحدث عن حاكمية الشريعة، وربطها بالألوهية والربوبية، وكان في ذلك أكثر أبداعًا وتأثيرًا ممن أفرد الحاكمية بصنف من أصناف التوحيد وسماه توحيد الحاكمية.