تسود في أوساط الإسلاميين في أيامنا هذه ثقافة محصنة من النقد بنسبتها الكاذبة إلى ما يسمى: (الوسطية).
فالإسلام دين اللاعنف، والديمقراطية من صلب الإسلام، ولا وجود في الشريعة لشيء اسمه النظام السياسي ولا لشيء اسمه النظام الاقتصادي، إن هي إلا مبادئ عامة أرساها الإسلام وترك للعقل أن يجتهد في وضع النظام الذي يناسب زمانه، والقرآن الكريم حمال أوجه؛ فينبغي لكل إنسان أن يعمل بما أداه إليه فهمه .. إلى غير ذلك من الفقاعات الملونة التي تحجب قرص الشمس.
هذا في وقت تمر فيه الكرة الأرضية بما عليها ومن عليها من نفق طويل ضيق؛ لتولد من جديد وتستهل صارخة بصيحة جديدة، نأمل أن تكون هي الكلمة الطيبة (لا إله إلاالله).
في هذا الجو التدافعي الذي لا هوادة فيه تستدعي كل أمة ثوابتها العقدية والفكرية، ونحن خير أمة وثوابت شريعتنا ومحكمات ديننا تمثل خير منهاج للعالمين؛ فيجب أن نعتصم بها ونتسابق في إعلاء بنودها، أما أن نظل نردد تلك المضامين المتميعة السمجة فهذا هو عين الاستسلام ل (ثقافة القطيع). فارفع رأسك واعتد بدينك وأعلن الخروج على النظام الفكري المزيف الذي يحكم قبضته على عقولنا ومشاعرنا.