د. علاء فتحي يكتب: أول مصري علم الروس اللغة العربية
يعرف المصريون محمد صلاح؛ لاعب ليفربول، والذي يلقبونه: «فخر العرب»؛ لكنهم ويا للأسف لا يعرفون «الشيخ محمد عياد الطنطاوي» أول مصري علم الروس اللغة العربية؛ وهذه مفارقة
عجيبة؛ رغم أنهما من قرية واحدة هي قرية نجريج، التابعة لمركز بسيون محافظة الغربية.
سنة ١٨٤٠م غادر الشيخ الطنطاوي، القاهرة وكان عمره وقتذاك ثلاثين عاما حيث توجه إلى مدينة بطرسبورج الروسية، وفور وصوله احتفت به الدوائر العلمية والفكرية الروسية، واعتبرت مجيئه بمثابة حدث ثقافي وعلمي مهم، ولم تكن هذه الحفاوة محض صدفة؛ فقد كان اسم الشيخ الطنطاوي فى ذلك الوقت معروفاً لدى كثير من المستشرقين.
بعدها أصدر القيصر الروسي «نيقولاي الأول» مرسوما بتعيين الشيخ الطنطاوي مستشارا، ومشرفا على الاحتفالات الملكية، بجانب عمله كأستاذ للغة العربية في القسم التدريسي بالدائرة الأسيوية لوزارة الخارجية الروسية.
وقلده القيصر وسام «ستانيسلان» ووسام «القديسة حنة»، كما قلده خاتما مرصعا بالألماس.
سنة ١٨٤٧ م، عين الشيخ عياد الطنطاوي، أستاذا بكلية اللغات الشرقية في جامعة بطرسبورج، وظل يعمل بالتدريس، إضافة إلى كونه مستشارا للدولة الروسية، وأسهم الشيخ الطنطاوي في نقل علوم الحضارة العربية والإسلامية إلى روسيا، وأعد مجموعة من المخطوطات، بلغ عددها ٣٠٠ مخطوطة، تناولت موضوعات في تاريخ الإسلام، والصوفية، والطب، والأخلاق، واللغة العربية، والعروض، واللهجة المصرية العامية.
وللشيخ الطنطاوي، عدد من المؤلفات، أشهرها «تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا»، وقد تناول فيه كل ما شاهده خلال فترة وجوده في روسيا؛ كما ألف كتابا بعنوان: «أحسن النخب في معرفة لسان العرب»، وكتبه باللغة الفرنسية.
وللطنطاوي العديد من التراجم، أشهرها: «ترجمة تاريخ روسيا الصغير»، و«قاموس عربي فرنسي» طبع في قازان سنة ١٨٤٩م و«ترجمة الباب الأول من كلستان»، وله مجموعة أمثال عربية مترجمة للروسية، وثلاث مقالات باللغة الفرنسية.
سنة ١٨٦١م رحل الشيخ محمد عياد الطنطاوي، ووري جثمانه الثرى بمقبرة «فولكوفو» الإسلامية، بمدينة سانت بطرسبورج، كتب على قبره «هذا مرقد الشيخ العالم محمد عياد الطنطاوي مدرس العربية في المدرسة الكبيرة بسانت بطرسبورج»
أعلام منسية في زحمة التغريب والتغييب!
رحم الله العالم الجليل الشيخ محمد عياد الطنطاوي