مقالات

د. علي فريد يكتب: مركز «تكوين».. أو «مركز تموين»

منشورٌ قديم ذكرني به مركز «تكوين»، وإن شئتَ فقل: «مركز تموين»

الحياةُ حالات..

ومن ارتدى لكل حالةٍ رداءها أراحَ واستراح!!

مِن السفالة أن تواجه الوردةَ بخنجر، ومِن الحُمقِ أن تواجه السيفَ بوردة!!

وأحمق الحمق أن تَظنَّ الكفرَ الحادثَ الآن في العالم العربي حالةً فكريةً تُواجه بحالةٍ فِكرية مضادة.. هذا عَتَهٌ محضٌ أُعيذُ عقلكَ منه!!

ما يحدثُ الآن ليس سوى قصفٍ مدفعي عنيف يُراد منه تنظيفَ ساحة المعركة من الجيوب التي رفضت التسليم والانحناء!!

الحالة الآن -في عمومها- ليست حالة ثقافية فكرية قابلة للنقاش بالمنطق والعقل والموعظة الحسنة.. هذه ألاعيب نفسية نبرر بها خَوَرَنَا وجُبننَا وهَواننا على الناس!!

لا فِكرَ هُنا ولا حُجةَ ولا منطق.. لقد تجاوز القومُ كُلَّ هذا.. بيد أنهم يخادعونك عن نفسك لتنشغل بقلمك عن أسيافهم، وبسلميتك عن حروبهم، وبمرحمتك عن ملاحمهم!!

أنتَ في معركةٍ كفرية ولستَ في مناظرةٍ فكرية.. والكفرُ المعتمد على الحديد والنار لا يواجه بالفكر المعتمد على الدعوة والحوار!!

لا بأس أن ينفر من كل فرقة من المسلمين طائفةٌ ليعلموا الجاهل، وينبهوا الغافل، ويوقظوا النائم، ويردوا عادية الأفكار.. لا بأس بتوضيح الواضحات لمن لم تتضح له الواضحات.. بيد أن على الجميع أن يعلم أننا في معركة كفرية شاملة لا شرف فيها ولا مروءة ولا إنصاف.. وهذه المعركة لن تنتهي على ما نُحبُّ إلا حينَ يوضع السيفُ أمام السيف، والقنبلةُ أمام القنبلة، والمفخخةُ أمام الكتيبة!!

أعرفُ أنه لا أنا ولا أنتَ نمتلك الآن من مقومات السيف كثيرَ شيء!!

أعرفُ أيضاً أنني أكتبُ وأنتَ تقرأ!!

أنا أكتبُ الآن بالقلم وأطالبك بالسيف.. هذه قسمةٌ ضيزى.. أعرفُ ذلك تماماً..

بيد أني لا أطالبك أن تخرج الآن على الناس شاهراً سيفك.. هي ليست (عركة في خَمَّارة).. أنا أطالبك فقط بتجهيز نفسك لحمل السيف؛ فإنك إنْ لم تحمله حُمِلَ عليك.. وهو يُحمل عليك الآن لأنكَ لم تَحمِلْه!!

اِعلمْ أن الزمنَ القادم لن يكون أكثرَ من رصاصةٍ تُطلقُها أو تتلقاها.. فتعلم الآن كيف تُطلِقُها كي لا تتلقاها.. وما فَشِلَ جهادٌ تَدَارَكَهُ أهلُه بمزيدٍ منه كما يُتداركُ الجمرُ قبل انطفائه بالحطب!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى