في زحمة الترامي الصاروخي، وضربات الطيران بين إيران والصهاينة، وانشغال الإعلام وناشطي وسائل التواصل بمجريات الأحداث هناك، تضاءل حضور غزة في المشهد الإعلامي، وانحسر الاهتمام بأحوال أهلها ومعاناتهم لدى كثيرين، مع أن الحصار ما زال على حاله، والحاجة إلى الماء والغذاء والدواء وضرورات الحياة ما زالت تتفاقم بشدة.
وما زال صراخ الأطفال من الجوع، وأنين الجرحى يعظم، وأصوات النساء وكبار السن والشبان من تحت ركام المباني المهدّمة بقنابل الصهاينة وصواريخهم المتزايدة تتصاعد.
وهو ما يُحتِّم على كل أهل الوعي والغيرة من كافة المسلمين، نُخَبًا وشعوبًا، عدم الانشغال عنها بالمعارك الكلامية التي افتعلها بعض الدعاة ومشاهير الميديا بين الناس، حول: نحن مع هذا الطرف أو ذاك… إلى آخر تلك المجادلات البيزنطية – في غالبها – التي لا تنتهي، ولا ينبني على عامتها غير المشاقّة بيننا، لا أكثر؛ لأنا – وبكل أسًى – في الواقع لا ناقة لنا في تلك الأحداث ولا جمل.
وإدراك أن علينا أن ننصرف، أكثر من ذي قبل، إلى سدّ جَوْعة أهل غزة، وتثبيتهم، ورفع الحصار عنهم، والعدوان أو تخفيفه بكل متاح ممكن، فإن ذلك من أعظم العمل.
والله الهادي.