الأمة : تسلط الدكتورة كاميليا حلمي رئيس لجنة الأسرة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في المحاضرة التاليه الضوء على التهديدات الخطيرة التي تتعرض لها الأسرة في عصر العولمة، وبيّنت الدور المحوري الذي تلعبه المنظمات الدولية، عبر الاتفاقيات والمواثيق، في استهداف مؤسسة الأسرة وهدم بنيانها القيمي والاجتماعي.
وتناولت هذا الموضوع من خلال خمسة محاور رئيسة:
أولًا: لماذا تستهدف الأمم المتحدة الأسرة؟
أوضحت الدكتورة كاميليا أن الغرب يسعى لتفكيك الأسرة لأسباب استراتيجية، من أبرزها:
* وظيفة التربية: حيث تلعب الأسرة دورًا جوهريًا في ترسيخ الهوية ومقاومة الاحتلال، كما في الجزائر سابقًا وفلسطين حاليًا.
* الوظيفة الديموغرافية: يشكّل التكاثر السكاني في العالم الإسلامي تهديدًا لمجتمعات الغرب التي تعاني من شيخوخة سكانية وانكماش ديموغرافي.
ثانيًا: مسارات الهدم الدولي للأسرة
وكشفت د. كاميليا عن مسارين متوازيين تعتمدهما الأمم المتحدة: وهما:
* منع تكوين أسر جديدة: عبر التضييق على الزواج، خاصة المبكر، والترويج للعلاقات خارج إطار الزواج.
* تفكيك الأسر القائمة: من خلال إلغاء قوامة الرجل، وفرض مساواة متطابقة بين الجنسين في الأدوار والحقوق دون مراعاة للفطرة أو الخصوصيات الشرعية.
ثالثًا: المصطلحات كأدوات تفكيك ناعمة
أشارت الدكتورة إلى توظيف الأمم المتحدة لمصطلحات ظاهرها الرحمة وباطنها الهدم، ومنها:
* الجندر: مفهوم يفصل بين الجنس البيولوجي والهوية الجنسية، ويشرعن تغيير النوع وممارسة أدوار لا تنتمي للفطرة.
* الصحة الجنسية والإنجابية: تُستعمل لتمرير تعليم الممارسات الجنسية للأطفال، وتسهيل الإجهاض، ونشر الإباحية.
* الأم العزباء: محاولة لتطبيع الزنى وتخفيف وطأته في الوعي الجمعي.
* الشذوذ الجنسي: تقديمه كخيار مقبول وآمن ضمن المناهج التعليمية.
رابعًا: آثار مدمرة تهدد المجتمعات
رصدت المحاضِرة نتائج هذا التغوّل على الأسرة، ومنها:
* تزايد معدلات الطلاق.
* عزوف متزايد عن الزواج.
* انتشار العلاقات المحرّمة.
* ارتفاع عدد الأطفال مجهولي النسب.
* تصاعد ظاهرة الشذوذ الجنسي.
خامسًا: ما العمل؟
وختمت د. كاميليا محاضرتها بدعوة إلى التحرك الواعي والمنظّم، وذلك عبر:
* الرصد والتوعية: تتبع الأجندات الهدامة في الإعلام والمناهج والقوانين، وكشف حقيقتها للرأي العام.
* الضغط السياسي: لدفع الحكومات إلى الانسحاب من الاتفاقيات الدولية المشبوهة الخاصة بالمرأة والطفل.
* التهيئة المجتمعية: لتقبّل التحديات الناتجة عن هذه المواجهة وتحمّل تبعاتها.