د. كمال جعفر يكتب: حتمية نهاية كل الجماعات العابرة للحدود

نرى جميعا أن تنظيم الإخوان يتحلل من داخله، والسبب هو تنافس قيادته على السلطة والمال، بالإضافة للحرب المعلنة والخفية عليه، وكذلك بتحجره على آليات وطرق في العمل تنتمي إلى الخمسينات وما قبلها.
كما أنه يحمل عوامل ضعفه المستمر بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها حسن البنا بانحيازه لتنظيمه دون الدولة حيث كان الملك يتمنى الخلافة لنفسه، وبتبنيه العالمية من خلال تنظيم مستضعف، ومواقفه التي أدت لتحدي الدولة له ولتنظيمه، واستغلاله لعالمية الإسلام، وعدم تفريقه بين الهدف والوسيلة، وقلة إلمامه بخريطة الصراع والقوى العالمية.
لذلك أرى أن يحل التنظيم نفسه بنفسه قبل فوات الأوان فلا فائدة منه للأمة إلا الضرر والتلف لشباب وأجيال مثل الزهور في المعتقلات. كما أن التنظيم يشكر على تاريخه الحافل بالتضحيات وما نتج عنه من علماء لم يستمروا معهم ولم يستفيدوا هم منهم مثل الغزالي والقرضاوي، وقد تركوا للأمة تراثا مهما.
والوقت مناسب الآن لحل التنظيم لنفسه بعد أن نشأت دول تتبنى الحل الإسلامي مثل تركيا وسوريا وغيرهما وبديل العالمية هو علاقات دولية طيبة.
ومن المهم أن يحل التنظيم نفسه الآن، لأنه من خلال التحليلات العميقة والأخبار الدقيقة، يوجد توجه عالمي نحو حل قضية الفلسطينيين بغزة والضفة وحل كل التنظيمات العابرة للحدود وعلى رأسها الإخوان وفي جميع أنحاء العالم بما فيها تركيا، وقد قرأتم تصريح وزير الخارجية التركي بعد اجتماعه بممثلين حماس، وشاهدتم ما حدث في الأردن.