د. كمال جعفر يكتب: لماذا جاء ترامب إلى منطقتنا

جاء في إطار التجهيز لاحتمال مواجهة الصين في الحرب العالمية الثالثة، وانتصار أمريكا يتطلب نفوذ اقتصادي وعسكري مسيطر على منطقتنا، وبالتالي يتطلب ولاء كامل للمنطقة كي تستخدمها كحائط سد ضد الزحف المغولي الجديد.
تعداد الصين مليار ونصف ويمكن أن تجهز جيش قوامه ١٠٠ مليون بسهولة، بينما أمريكا حوالي ٤٠٠ مليون فقط، لذلك هي في حاجة لمنطقتنا كموقع استراتيجي وأرضا للحرب وأفرادا في جيشها واقتصادا للتمويل.
الصين أعدت المنطقة قبل أمريكا من خلال تحالف البريكس وعملته الجديدة وصارت المنافس الأول لها. وكادت منطقتنا أن تقع في الحضن الصيني لأن تحالف البريكس يضم دول المنطقة الغنية بنفطها وأفرادها، وطبعا دول البريكس بقيادة الصين بها روسيا والهند والبرازيل وانضم لها مؤخرا مصر ودول الخليج. وهذه الدول تحوي حوالي نصف سكان واقتصاد العالم.
ومن الطبيعي تاريخيا ودينيا أن يتحالف الغرب المسيحي مع المسلمين ضد الوثنيين الباطنيين أو المشركين بلغة القرآن.
من هنا جاء ترامب ليأخذ المنطقة من الحضن الصيني إلى الحضن الأمريكي واستغلالا لثرواتها ووقودا للحرب المحتملة، ولكي يعيد طريق الحرير مرورا بسوريا لصالح اقتصاد أمريكا.
من هنا رفع العقوبات عن سوريا وزار القاعدة العسكرية الأمريكية بقطر، حتى إنه يطمع في ضم روسيا وأكرانيا بتصالحهما إلى حلف أمريكا المسيحي المسلم ضد الصين الوثنية الباطنية ومعها مايشبهها مثل الهند وإيران حسب ما أتوقع.
أما قيادة منطقتنا فقد أوكلها ترامب إلى صديقه وحبيبه أردوغان المتفوق في لعبة الشطرنج والذي ضم سوريا وباكستان إلى صفه مؤخرا ومصر في الطريق، وأظنه سينجح في صناعة مكان ومكانه للمسلمين في وبعد هذه الحرب، وهنا سيكون تحرير فلسطين والقدس في منتهى السهولة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، كما جاء في بداية سورة الروم.
أما أهل غزة اليوم، فأتوقع دخول المساعدات ثم وقف الحرب، ولأن ترامب يبحث عن الأقوياء فسيستميل حماس لصفه لأهدافه من المنطقة حتى وإن هجر بعضهم مؤقتا. أما إسرائيل فقد تركها لشأنها وسار لشأنه وسينتظر إلى أن يرى فيما إذا كانت ستنصاع لأهداف أمريكا في المنطقة أم ستستمر رأس برأس، وبعد نتانياهو ستظهر بوصلة إسرائيل إلى أين.