د. ليلى حمدان تكتب: ماذا يتوعد ثورة سوريا؟
الثورة السورية يتوعدها النظام النصيري المخلوع وبقاياه في البلاد وممثليه في الخارج، وبيان رئيسه الفار بجلده لروسيا يؤكد أنه سيتحول لـ«بطل قومي» للنصيرية، ي
سعى للعودة أو إعادة إرثه الإجرامي بستار الوطن الذي ذبحه وبدعم روسيا التي تتذمر من خسارة مركز استراتيجي لها في الصراع الدولي.
يتوعدها حلف إيران، وتصريحات حاخامهم خامئيني واضحة من حيث عزمهم على استرجاع سوريا لمراكز احتلالهم.
ولديهم في سبيل ذلك ميليشيات في لبنان والعراق تتربص مع فلول النظام الحانقة التي لجأت إليهم. وهؤلاء يعملون وفق خطط المكر والخديعة والغدر.
يتوعّدها اليهود وحين نتحدث عن اليهود فمعهم الأمريكان قلبا وقالبا، وهؤلاء يحتلون الأراضي السورية الآن وبمساحة أكبر من مساحة قطاع غزة،
ويتقدمون بحذر وجس نبض ومشاريع الاستيطان في الجولان بدأت بالعمل فعليا وبتمويل سخي.
ولا شك أن ميليشيات قسد ذارع لهم إن لم تكسر ستشكل تهديدا كبيرا لمستقبل سوريا.
يتوعدَها مرتزقة الثورة المضادة، ومعروفة الدول التي تغذيها بصفاقة وكيد وعدوانية، وهؤلاء بيدهم الطابور الخامس داخل الثورة، ممن يسهل شراء ذممهم ولا دين ولا مبدأ لهم ويتشدقون بالوطنية الكاذبة.
يتوعدهَا تشتت الصفوف الداخلية وتراجع الروح القتالية للجنود، والانكباب على فتن التمكين والدنيا،
والهروب من حقيقة حجم الصراع وتكاليفه التي تتعلق بخريطة ممتدة ليس خريطة سوريا فحسب،
بينما الأعداء أيديهم على الزناد وفي أوكار الكيد والمؤامرة.
براعة القيادية في مفاجأة الأعداء
يَتوعدها الاضطراب في القيادة بفقد الحزم في حينه واللين في حينه، فيتسلل المتسلقون ويقطفون ثمار الثورة بلؤم ووقاحة.
يتَوعدها فقدان الخطة (ب) و(ج)، في حال تمكن الأعداء من هدم شيء من مكتساب الثورة،
وهنا تظهر البراعة القيادية في مفاجأة الأعداء ومن لم يؤمن خططه لأسوأ الاحتمالات سيتشتت وقت الأزمات.
ويقال من يتعب قبل الحرب بالتخطيط وحسن التدبير تسهل عليه المواجهة جدا ويحسن التعامل مع كل الاحتمالات،
ولكن من يدخل الصراع بدون حساب لهول الأزمات، ما أسهل نقض غزله وهزيمته.
يتوَعدها ضعف قوة الحق ودخول الدخن في الدعوات وضبابية الرؤية والانجرار لاسترضاء الجميع على حساب المبادئ والحقوق وهيبة الإسلام، ومن ذلك عدم صلاحية الوسائل والأدوات،
والتحييد للعلماء والشورى التي توجب سعة الإحاطة والبركة ووحدة الصف.
يتوعّدها فتح الباب للغرب للعبث وفق مفاهيمه في رسم مستقبل شعب دفع دماءه ليتحرر،
فيقعد في مقاعد الإملاء لكيف يقود المسلمون حياتهم وهم الأغلبية كل ذلك بشعار “حكم الأغلبية الديمقراطي” المخادع.
يتوعدَها إهمال عوامل النهضة وتعزيز أسباب القوة والانبعاث في الأمة، من حيث المناهج التعليمية ومداخل الثقافة والعلم.
يتوعدها توقف الطموح عند حدود مداهنة الأعداء والرضا بما تيسر من أسباب العيش في كفاف،
وفقدان الأهداف الأعظم التي تجذب دعم المسلمين من كل مكان، وتكسب التحالفات الإسلامية الواعدة.
يتوعدهَا الظلم والتفرق وعدم التأدب من التاريخ السابق للثورات.
هذه على عجالة أبرز التحديات التي تتوعد الثورة السورية. نسأل الله أن يرد كيد الأعداء في نحورهم ويمكن للأقوياء الأمناء.