د. ليلى حمدان تكتب: يا أهل غزة، يا أهل البلاء في كل مكان!
إن هذه الدنيا حقيرة فانية، لا تحفظ ود أحد وما تنفك تفجعه بفراق أو فقد، ويكفي من البلاء فضلا، أن يكشف حقارتها!
فكل ما يجمعه الإنسان ويشغل به عمره وحياته، يمكن أن ينتهي بين يوم وليلة بفجيعة تعيده إلى رشده!
لا شيء يدوم، إلا العمل الصالح، ولذلك لا أرجى من حفظ الدين واليقين في قلب المؤمن وسيرته.
لقد ابتلاكم الله عز وجل بما يطهركم ويرفع الدرجات، فأعظموا الاحتساب حتى يأذن الله بالفرج أو اللقاء الجليل!
وتذكروا “لا يغني حذر من قدر” وهذا امتحان صدق عظيم، فلا تخرجوا منه إلا بنصر أو شهادة،
نصر باستقامة لا تنهزم، وشهادة المستريح!
فوالله ما في هذه الدنيا ما يستحق أن يبكى عليه، إلا ما يقربنا من ربنا ذي الجلال والإكرام ويرفع درجتنا
(مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
وكم من نبي وصديق وشهيد وصالح ارتقى بعد ابتلاء زلزل قلبه!
عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال:
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكعبة، فقلنا أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لنا، ألا تدعو الله لنا؟
فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثمَّ يؤتى بالمِنْشَارِ فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين،
ويمشط بأمشاطِ الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّهُ ذلك عن دينه،
والله لَيتِمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غَنَمِه، ولكنكم تستعجلون».
وفي رواية: «هو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، وقد لقينا من المشركين شدة».
[رواه البخاري]
فلتلهج القلوب، “اللهم حتى ترضى”!
حتى تطمئن القلوب وتسكن لربها!
فتلك هي حقيقة السيادة والنصر والفتح!