د. محمد الأسطل يكتب: إماطة اللثام عن حرب تقليل السكان (4-5)

وقد حضرت فيلمًا وثائقيًّا يتناول ظاهرة «تراجع أعداد النساء في آسيا» يقف على طرفٍ من المشاهد الميدانية لهذه الجرائم، ويعقد مقابلات مع النساء أنفسهن، ويريك حقيقة العالم المتوحش كيف يتصرف حين يغيب عن الدنيا سلطانُ الإسلام، بما يؤذن بشدة حاجة العالم للفتوحات الإسلامية أن تنبعث من جديد لتؤدب المجرمين والطغاة في الأرض.

وبعد الإحالة على الفيلم (وهو منشور على اليوتيوب، وربما حُذِف، وهو بعنوان: «تراجع أعداد النساء في آسيا» وتبلغ مدته 42 دقيقة، على أنَّ فيه ما يستوجب غض البصر) فإني أذكر نُتَفًا مما جاء فيه في نقاطٍ كما يلي:

1- تم إنشاء «صندوق السكان» التابع للأمم المتحدة لغرض تقليل السكان، لكنه يُظهِرُ نفسَه كقناةٍ محايدة.

2- المساعدات الإغاثية التي يقوم بها الرؤساء الأمريكان يشترطون في مقابلها شروطًا منها: تعهد الدول المستفيدة بالحدِّ من النموِّ السكاني ضمن إجراءات محددة.

3- المناطق التي حاربت النمو السكاني قلت فيها أعداد الفتيات إلى الحد الذي صار الرجال معه لا يجدون فتيات للزواج، وصارت الفتيات يُستوردن من بلادٍ أخرى لأجل ذلك.

4- أظهر الفيلم ظاهرة خطف الفتيات وهن صغار من أجل تربيتهن لسن الزواج لضخامة تكاليف الزواج، وإذا لم يرغب الشاب ابن العائلة الخاطفة في البنت المخطوفة حين تكبر فإنها تباع، ويعيش الأهالي جحيم البحث عن البنت سنين عددًا، ولاتساع الظاهرة وُجدت مكاتب متخصصة في البحث عن الفتيات المخطوفات.

5- حين تتولى الحكومات الدعوة إلى الإجهاض والتشجيع عليه تظن النساء لسذاجتهن أنَّ هذا صواب؛ فلا يظن العامي عادةً أن سياسييه وكبراءه مجرمون خونة.

6- هذه السياسات نشطت من خمسينيات القرن الماضي.

7- كشف الفيلم عن عياداتٍ متنقلةٍ في مناطق كوبا يتولاها جيوشٌ من المتطوعين في اللجان الصحية هي التي تقوم بمباشرة عمليات الحد من النمو السكاني كالتعقيم وغيره.

8- تم إغراء النساء بالمال من أجل التعقيم في بعض المناطق.

9- يتم التعقيم في ظروفٍ سيئةٍ للغاية، ويقول أحد الأطباء: إنها أسوأ من الظروف التي كنا نجريها في التجارب على القرود.

10- تم في الهند وحدها تعقيمُ ثمانيةِ ملايين امرأة خلال سنتين فقط.

11- تم استحداث فكرة اللولب لمنع الحمل، وكان كثيرًا ما تكون اللوالب غير معقمة مما يؤدي ذلك لنتائج وخيمة وأحيانًا قاتلة.

12- يتم استثمار تفضيل الذكور على الإناث في الحد من السكان، ووجه ذلك: أنهم تمكنوا في السبعينيات من القدرة على تحديد جنس المولود قبل الولادة من خلال أخذ عيِّنة من المشيمة، وكل مولود أنثى يتم إجهاضه، وهذا يقلل المواليد على المدى البعيد، وربما لجأت الأسرة لإجهاض الذكر إذا زهدت فيه لكثرة الأولاد الذكور.

تقول إحدى النساء الحوامل: حين كنت أُعْرَضُ على الطبيب كانت هناك كلمة سر بينهم علمت فيما بعد أنها إشارة إلى أن الجنين إذا كان أنثى فإنه يقتل، فكنت أحقن بإبرة وحين أستيقظ لا أجد حملًا، وتكرر هذا معي ستَّ مرات، لقد ماتت الأنثى التي في بطني، لكنني كنت أموت أنا معها من الداخل.

13- الإجهاض في التصور الغربي وسيلة مركزية لا يمكن الاستغناء عنها بحال، ولهذا تعد أساسًا في الفكر النسوي الذي يتكئ عليه الساسة في الغرب تحت شعارات حقوق المرأة.

14- الغرب هو الذي يتكفل بنفقات التعقيم، بل ويمنح جوائز كبيرة للمسؤولين الذين يتولون ذلك ويشرفون على إجراءات الحد من النمو السكاني.

15- يتم الترويج بأن سياسة الولد الواحد هي الحل لمحاربة ظاهرة الفقر، ولهذا لا يسمحون في بعض البلاد للمرأة أن تنجب ولدًا ثانيًا أبدًا، ومن تنجب فإنها تتعرض للعقوبة الشديدة، ولا بد من إجهاضه، فالسياسة العامة لمحاربة الفقر تكمن في محاربة الفقراء أنفسهم والعمل على عدم وجودهم.

16- يوجد في الصين 30 مليون رجلًا عازبًا لعدم وجود فتيات.

17- هناك 19 دولة تحارب النسل في آسيا.

18- كان القانون المتبع في الصين اعتماد سياسة الطفل الواحد، ثم أقرت الحكومة الصينية الطفلين في محاولة للحد من شيخوخة المجتمع.

19- بعض البلاد بدأت تستدرك على نفسها حين رأت الويلات من سياسة محاربة السكان، حتى بلغ الحال ببعضها إلى حد التحريض على الإنجاب على جدران الشوارع، ومن العبارات التي تُكتب: “عدم وجود فتيات يعني عدم وجود زوجات”، وصاروا يقدمون مكافأة ماليةً لكل امرأة تلد أنثى.

هذا غيضٌ من فيض، ولعلك تدرك معه سر حرص المؤسسات النسوية على فتح الباب لكل ما من شأنه أن يقلل النمو السكاني من مثل الإجهاض والتشجيع على منع الحمل وإقرار المثلية ورفع سن الفتيات في الزواج وغير ذلك.

د. محمد الأسطل

من علماء غزة وفقهائها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights