د. محمد الأسطل يكتب: إماطة اللثام عن حرب تقليل السكان (5-5)
وهنا لا بد من الختام بكلمة:
إن الغرب من أجل مطامعه الامبريالية التوسعية وقناعاته الاقتصادية لا بأس عنده بقتل ملايين البشر، ويتخذ في ذلك كل سبيلٍ ممكن تحت غطاء زخرف القول وما تتوهمه الشعوب أنه في خدمتها، ويستحيل أن تعلو حضارةٌ تُبنَى على الفحشاءِ والمنكر والزور.
إنَّ هذا السلوكَ الإجراميَّ من إفرازات الرأسمالية القائمة على النفعية واللذة والفردانية، وفي نفس الاتجاه الربا الذي جعلوه دينًا، والذي يجعل الثروة تتكدس في يد القلة، ثم يعمل بقية البشر لصالح هذه القلة.
إنَّ هذا وغيره يحمل على طرح السؤال المُلِح: «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين»؟ والذي وفق الله أبا الحسن الندوي إذ جعله عنوانًا لكتابه.
إنَّ الإسلام يدعو للاستكثار من النسل، ويطمئن الناس في أمر الرزق كما قال سبحانه:
{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}
[الإسراء: 31].
وإلى جانب ذلك أمرت الشريعة بالتكافل وحثت على الصدقة والقرض وإنظار المعسر وأوجبت على السلطان أن يقوم بدنيا الناس، وجعلت أحد أركان الإسلام ركنًا اجتماعيًّا هو الزكاة ليقوم بحوائج الناس من الفقراء والمساكين والغارمين وأبناء السبيل، بل تجاوز الأمر للمؤلفة قلوبهم.
ولهذا لا نجاة للبشرية إلا بالإسلام، ولا راحة لها ولا حلول لأزماتها إلا بالإسلام.
بل أقول: إن أسوأ حكم للإسلاميين يعد فردوسًا مع هذا الظلام الغربي الدامس، الذي يفتك بالبشر بينما يُظهر نفسه على الشاشة في أحلى حلة وألطف قول حتى لكأنه من ملائكة الرحمة بينما هو من شياطين الإنس وأكابر مجرميهم.
إن الفرق بين الإسلام والكفر كالفرق بين النور والظلام والظل والحرور والهداية والغواية والملائكة والشياطين.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
تم بحمد الله