أقلام حرة

د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (19)

مما يثير الدهشة والاستغراب تلك العقلية العبثية الفاعلة في إطار (المُخادع والفريسة)، والأكثر إثارة للغرابة هو أن الفريسة يروق لها ما ما تتعرض له من خداع وتغرير؛ بل وقد ترى فيه نوعا من الشرعية والحنكة يتمتع بها أسيادها على ضحالتهم أي أنهم وكما يقول المثل (القطة تحب خانقها) ولولا هذه البيئة التي يعيش ويتحكم فيها الملالي وجنودهم وهذه النوعية من الفرائس المستسلمة لجلاديها لما استطاع الملالي البقاء في السلطة مهيمنين على المنطقة إلى هذا الحد المثير للاشمئزاز والنفور إذ يستخدمهم فرعون طهران كوسيلة للتمدد الخارجي الذي سيتيح لنظامه التمدد داخلياً والاستمرار على رقاب الناس مستعبدا إياهم.

وعلى الرغم من سقوط ملالي السوء في أعين الشعب الإيراني وفقدانهم شرعيتهم بعد أن قاطعهم الشعب وقاطع انتخاباتهم ورفض وجودهم كليا وطالب ولا زال يطالب بالموت لكبيرهم وإسقاط نظامهم، واضطر كبيرهم علي خامنئي إلى تعيين إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية بعد مهزلة الانتخابات الاستعراضية، نعم على الرغم من سقوط الملالي في إيران وفرضهم أنفسهم بلغة القمع والقهر والقتل الحكومي تحت مسمى الإعدام والاختطاف وقتل الأطفال والنساء واغتصاب السجناء كوسيلة من وسائل التعذيب من أجل البقاء في السلطة كسلاطين على الشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة لا يزال هناك بعض المُخَدرين والمُغرر بهم من العرب يسيرون وراء ملالي السوء في إيران ويعززون وجودهم في المنطقة ويعملون كأدوات هدم لشعوبهم وأوطانهم خدمة للملالي ومخططاتهم، ولا غرابة في ذلك فأغلبهم طفيليون لا يؤمنون بالملالي ولا بفكرهم بقدر إيمانهم بما يحققونه من مكاسب من خلالهم، والبعض منهم يتبعون الملالي على جهلهم متأثرين بسحر عمائم الشر وعاظ السلاطين الذين خرجوا عن طريق الحق، ويدرك الصعاليك الموالين للملالي في العراق على سبيل أن وجودهم على رأس السلطة والمنافع في العراق مرهون بوجود أفاعي الشر الحاكمة في إيران، ومع أنهم تمكنوا من تأسيس إمبراطوريات مالية على حساب المال العراقي العام إلا أنهم لم يتمكنوا من خلق شرعية سياسية حقيقية لهم في العراق وحتى في أوساط الشيعة الذين يدعون بأنهم يمثلونهم.

المال العراقي العام الذي يذهب القدر الأعظم منه إتاوات للميليشيات الموالية لملالي السوء في العراق واليمن وسوريا، ولبنان حيث تُشحن الأموال بطائرات خاصة إلى لبنان، وما تبقى من المال العام العراقي يذهب إلى جيوب الفاسدين ورواتب للمرتزقة في الجيش وقوى الأمن والشرطة، ولم يعد خافياً على أحد اليوم أنه لا توجد خدمة إلزامية ولا جيش نظامي في العراق وأصبح الجيش محل ارتزاق بلا عقيدة وطنية ولا قتالية لذلك انهار أمام عصابة كعصابة داعش وأمام ميليشيات العمائم المنفلتة، وفي ظل سلطة اللصوص هذه القائمة في العراق لا يمكن أن يحدث أي نوع من التنمية كما لا يمكن أن يصبح العراق دولةً حقيقيةً ذات سيادة.

المسار الطبيعي لأي كائنات طفيلية هو الوصول إلى نهاية الدورة التي تبدأ فيها هذه الكائنات الطفيلية بالتآكل والتغذي على ذاتها ثم التلاشي من بعد ذلك.. ها هي التصدعات تصيب نظام الملالي من الداخل، وكذلك تصيب عصاباته في العراق حتى أصبحوا مسوخا غير قابلة الوجود مجاناً، ولم يعد بالإمكان التمدد في المنطقة كما هو مخططٌ له.. أما على الصعيد الشعبي في إيران فنظام الأفاعي المعممة بات كياناً كريهاً لدى الغالبية العظمى من الشعب، وقد وصل الأمر إلى انسلاخ بعض الموالين عنه بعد فشله الذريع وممارساته الدموية ضد جميع أبناء الشعب الإيراني دون تمييز.. وستشهد الانتخابات الإيرانية المقبلة فضائح جديدة.

 للحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د.محمد الموسوي / كاتب عراقي

د. محمد الموسوي

كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى