د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (23)
أيها العراقيون أولادكم المغيبون المفقودون هؤلاء هم هنا في هذه المقابر الجماعية التي اكتشفتها منظمة لحقوق الإنسان..
أكداسٌ هائلة من العظام والجماجم في أنفاق بسجن الحوت (سجن الناصرية المركزي) تشير إلى أن الضحايا فقدوا أرواحهم في وقت واحد، وقال عنها تقريرٌ نشرته قناة الحدث أنها لسجناء تعرضوا لتعذيب بدت آثاره على العظام والجماجم.
ماذا نتوقع عندما تحكمنا زمر من المجرمين من هنا وهناك.. هذا هو ما يجب توقعه، وهذا هو الفرق بين السلطات الشرعية وغير الشرعية، فالسلطات غير الشرعية تتعامل كاللصوص فاقدة الثقة بذاتها وتتربص بنفسها وكل شيء لديها يجري في الخفاء أما الشرعية فقد جاءت بتشريع وقوانين وتعمل بقوانين وتنتهي مسيرتها بتشريع وقوانين، وبغض النظر عن مسرحيات الانتخابات الاستعراضية المُتبعة في نظام الأفاعي ملالي السوء في إيران أو لدى وُلاتِهم العاملين في العراق فوجود كلا الحالتين غير شرعي دينياً وغير مشروع سياسياً وقانونياً، وقد نقِلت منهجية السلطة لدى ملالي الشؤم في إيران إلى العراق نسخة طبق الأصل الدين وسيلة للخداع والتخدير والاحتيال، والخطاب الطائفي للتغطية على الإفلاس الفكري السياسي والاجتماعي والدم والقتل والعنف والخطف والإرهاب وسيلة لإسكات الآخر، والضحايا ما لم يكرمهم أهاليهم بالدفن دفنهم هؤلاء المجرمين بشكل مُهين وعشوائي..هذا إن دُفِنوا؛ ففي بعض الحالات يُدفنون جماعيا في حفر لا يمكن تسميتها بالمقابر، فالمقابر أياً كان أهلها لكل شخص قبر وشاهد يبين هويته؛ لكن تلك الحفر ما هي إلا محاولة طمر للجرائم وليس دفن للضحايا.. أما في عُرف أفاعي السوء في إيران وصعاليكهم في العراق فالأمر مختلفٌ تماماً.
مجازر السجون
شهدت سجون تلك التي يسمونها بالباطل بـ الجمهورية الإسلامية مجازر إبادة جماعية يندى لها جبين الأحرار في صيف سنة 1988 قضى فيها عشرات الآلاف من السجناء السياسيين على يد لجان الموت التي تأسست بموجب فتوى خميني فتوى (الحِرابة) كانت بدوافع سياسية ولا تنطبق الفتوى من الناحية الشرعية على المحني عليهم تماما، وعندما يعرف المطلع بأن المعدومين كان معظمهم من منظمة مجاهدي المعارضة لخميني وزمرته سيسلم بأن الفتوى غير شرعية وما هي إلا توجيهات سياسية وأحد الأدلة على ذلك كانوا يخيرون السجين بأن يتبرأ من خطه السياسي ويبايع خميني فيخرج حراً يمارس حياته الطبيعية، أما المُدان بحد الحِرابة فلا يشمله عفو.. وقد كان إبراهيم رئيسي الرئيس الحالي لجمهورية الملالي أحد كبار المشرفين على هذه اللجان وممن نفذوا هذه المجازر، وفي حديث تليفوني لـ إبراهيم رئيسي مع المرجع الديني آية الله حسين علي منتظري الذي كان خليفة خميني ثم تم فصله ووضعه قيد الإقامة الجبرية وكان على قيد الحياة حينها حول هذه المجزرة.. قال له منتظري ما معناه باختصار سيخلدكم التاريخ كمجرمين وقد افتضح أمر تسجيل هذه المكالمة ونُشِرت على الإنترنت، وبالنهاية أبادوهم ولم يسلموا جثامينهم لذويهم ودفنوهم في مقابر جماعية عشوائية وحجبوا بياناتهم عن ذويهم، ولا زالت معاناة ذويهم قائمة حتى اليوم.
سجن الناصرية المركزي بالعراق (سجن الحوت)
سجنٌ مصمم لـ 800 نزيل يحشرون فيه الآن 40 ألف سجين رجل، وألف امرأة سجينة، ومعظم السجناء من السياسيين، ويبدو أن المغيبين والمفقودين هم من ضحايا لواء المالكي (لواء 56) وضحايا المخبر السري وغيره من الذين تم زجهم بالسجن بدون بيانات صادرة أو واردة كانوا أيضاً في هذا السجن ومن المرجح أن يكونوا هم الضحايا أصحاب أكداس الجماجم والعظام التي وجدتها منظمة حقوق الإنسان في أنفاق مرعبة تقع في محيط سجن الحوت بمحافظة ذي قار (الناصرية) في جنوب العراق، وتحكم هذه المحافظة جماعاتٌ موالية لملالي السوء في إيران نقلوا فكرهم وثقافتهم ونهجهم الإبادي إلى العراق، وهذه ليست الجريمة الأولى من هذا النوع في سجون العراق فقد سبق ذلك فضيحة سجن الجادرية في عهد وزير داخلية المجلس الأعلى (بيان جبر) أو باقر صولاغ والصدر الأعظم الفيلسوف العملاق إبراهيم الجعفري.
تلك هي مدرستهم وتلك هي مخلفات الاحتلال في العراق بعدما سلم العراق على طبق من ذهب لملالي السوء في إيران ومجنديهم.
وللحديث بقية..
وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي