د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (33)
دعمٌ يُنجي.. وخذلان يُهلِك؛ وشر البلية ما يُضحِك؛ مطلع هذا القول ليس لي وإنما لوزير خارجية نظام الملالي الحاكم في إيران والمتسلط على دول وشعوب المنطقة..
شر مستطير يدور حولنا، وبؤسٌ يُفرضُ علينا وجيران سوء خطيئة فرضها المجتمع الدولي علينا ولا زلنا نتحمل تبعات تلك الخطيئة التي بسببها فقدنا خمس دول وسادت الفوضى وثقافة الموت وانتهاك حقوق الإنسان وتطبيع الجريمة لدى السلطات بالإضافة إلى انتشار المخدرات والرذيلة في السجون وإصلاحية الأحداث وحتى في صفوف أطفال المدارس الابتدائية، وهذا هو الحال في العراق عندما سلمته سلطات الاحتلال بعد عام 2003 لنظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وزمرة من التابعين له ممن يُحسبون على العراق.. ليتمدد الملالي من بعدها في المنطقة فاستولوا على اليمن وسوريا وتمكنوا من لبنان كليا وشقوا الصف الفلسطيني وهدموا القضية الفلسطينية وحاصروا الأردن وجعلوه سوقاً وممراً للسلاح والمخدرات.
دعمٌ يُنجي.. وخذلان يُهلِك؛ وشر البلية ما يُضحِك
يقول وزير خارجية ملالي السوء في إيران والوصي على إرادة البعض ممن يرون في أنفسهم أرقاما وشرعية ولهم أن يقولوا ما يشاؤون والحقيقة ترفضهم.. يقول إن الدعم الأميركي لإسرائيل أنقذها بعد هجوم الـ 7 من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس ولم يقل المقاومة الفلسطينية، وبالطبع لا يمتلك الشجاعة ليعترف بحقيقة الموقف “دعمٌ أمريكي يُنجي … وخذلان الملالي يُهلِك غزة بأطفالها وشيوخها ونسائها وكامل وجودها بل ويأتي على القضية الفلسطينية؛ ونتساءل أيضاً ألم تدعم أمريكا نظام الملالي عندما مكنته من العراق ودول المنطقة وكلما انتقد طرف ما تدخلات وجرائم نظام الملالي في المنطقة صرح الأمريكان تارة بأنهم لن يدخلوا في مواجهة مباشرة مع الملالي وكذلك صرح الملالي وتارة أنهم لا يريدون توسيع رقعة الصراع.. ألم تقدم إدارة الرئيس بايدن دعما بالمليارات لنظام الملالي في حين يرتبك الملالي أبشع الجرائم في إيران منتهكا لحقوق الإنسان أمام مرأى ومسمع العالم كله وخاصة في الانتفاضة الوطنية الإيرانية 2022/ 2023 عندما قتل عشرات الأطفال ومئات النساء والشباب وأعدم وسجن وعذب المتظاهرين واعتقل عشرات الآلاف منهم وهم عُزل ينادون بالحرية والديمقراطية.. الديمقراطية التي قررت الإدارة الامريكية اقامتها في العراق وها هو العراق اليوم يصنف نظام الحكم فيه على أنه نظام استبدادي ببركة نظام الملالي وهيمنته عليه بمباركة أمريكية ودولية، وقد حل العراق في المرتبة 128 على مؤشر الديمقراطية.. أليس ما يجري في العراق من شر البلية.. وشرُ البلية ما يُضحِك.
ماذا يعني ما قاله عبداللهيان وزير خارجية الملالي في اجتماع بدمشق مع قادة فصائل فلسطينية، ونتمنى العاملين بمجال نشرها هكذا (فصائل فلسطينية) لأن لـ الفصائل الفلسطينية معنىً سياسياً آخر قد يكون مُجحفاً بحق الصف الوطني الفلسطيني الذي حمل هذه القضية الفلسطينية بإخلاص ورسخ وجودها.. بكل بساطة يتحدث عما جرى في غزة غير مكترثاً بتخاذله هو ونظامه ولا بالأبرياء ومآسيهم التي أدمت قلوب الأحرار.. ويتكلم عن التفاوض مع حماس ولا نعلم أي تفاوض هذا الذي انتجوه هم في شكله الحالي وأي نتائج ستتمخض عنه الأوضاع السياسية في فلسطين وغزة والمنطقة.. وماذا نتوقع نحن العرب من أفعى نظام الملالي هل ستلد حمامة أم ستتحول إلى حمل وديع…؟
وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي