د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (35)
وهم الجمهورية الإسلامية ومؤامرة ولاية الفقيه قُبِرت في إيران وتحيي خارجها؛ رأس الأفعى في إيران؟
نظرية ولاية الفقيه من حيث الممارسة نظرية قديمة اتبعها الملالي حتى بالشراكة مع السلاطين أولياء نعمتهم حيث تقاسموا معهم السلطة والنعيم وأموال السحت وقد كان المرجع الفقيه صاحب السلطة والسحر الديني الطائفي يُخدر الرعية ويسخر البلاد لصالح السلطان أو الشاه ويحكم السلطان بما يريد بعيدا عن الشرع والدين والعدل.. والمرجعية الدينية المُدعية كما أسلفنا من قبل هي شكلٌ من أشكال ولاية الفقيه التي كانت ولا زالت وسيلة لخديعة البسطاء وإعانة الجبابرة واللصوص كما حدث في إيران في عهد الشاهنشاهية وفي عهد الملالي وفي العراق بعد عام 2003.
نظرية ولاية الفقيه وخلافة الملالي للشاه
سؤال نطرحه ونجيب عليه لتنوير القارئ: ماذا إن توفرت في الولي الفقيه الشروط المطلوب توافرها فيه بحسب المذهب الجعفري «مسلماً مؤمناً تتوفر فيه طهارة وطيب المنبت- شهادة العامة من الناس وأهل العلم له بحسن السيرة والسلوك – أن يكون ورعاً تقياً زاهدا – وعالما عادلاً مجاهداً»؟ وتم انتخابه من قبل جمعٌ من أهل العلم التقاة بعيداً عن التكتلات والمؤامرات وصلُحت حاشيته!! هل يصلح لإصلاح الأمة؟ نعم يُصلح ولكن إن توافرت فيه الشروط وهذا لم يحدث ولن يحدث على الإطلاق ذلك لأنه لا يوجد فيهم من تتوافر فيه وحوله الشروط الواجب توفرها وفقاً للمذهب الجعفري ولا يوافق المذهب الجعفري أهوائهم على الإطلاق ولن ينضبطوا تحت علومه وأخلاقه لأنه أي المذهب الجعفري ليس هدفهم ولا غايتهم وإنما وسيلتهم بالخداع لبلوغ الغاية… والحديث يطول.
كان الملالي عونا للشاه ولأبيه من قبله ولمن قبلهم أيضاً لكن توغلهم في السلطة وتعاظم قدراتهم المالية وقوة تأثيرهم وخداعهم للرعية ولد لديهم الرغبة في السلطة لتصبح نظرية ولاية الفقيه لديهم الوسيلة الدينية لبلوغ الغاية، وما أن خلع الشعب الشاه من جذوره في ثورة فبراير شباط عام 1979 حتى احتالوا على الثورة وتلاقفوا السلطة بدعم من الغرب الذي أراد تعبأة فراغ الشاه بمن هو مثيل له، وجاء الغرب بالملالي محملين من فرنسا بوهم الجمهورية التي لا يؤمنون بها فزاوجوا هذا الوهم مع نظرية ولاية الفقيه تحت مسمى (الجمهورية الإسلامية) التي لا هي جمهورية ولا هي إسلامية.. ولا فقيهاً فيها لكنها متطلبات السلطان وشعارات لخداع البسطاء وترويض القطيع، وبالتالي لم تكن العملية برمتها (الجمهورية ونظرية ولاية الفقيه) سوى شعار المرحلة للقفز على السلطة.
وُلِدت نظرية ولاية الفقيه السلطوية ميتة في إيران ولم يكن هناك إجماع عليها من قبل علماء الدين الحقيقيين ورفضوها دينيا وسياسياً وتمت محاربة من رفضوها وفُرِضت عليهم الإقامة الجبرية، ولم تتوفر أدنى شروط نظرية ولاية الفقيه الواجب توفرها في خميني ولا خامنئي من الناحية الفقهية والعلمية والأخلاقية فالفقيه لا يستبيح الحقوق ويُسفِك الدماء بغير الحق وقد فعلوا وهنا يكونوا قد خرجوا حتى دين الله وهم يدعون خلافة الله على الأرض ونواباً عن الأئمة ويلقبون أنفسهم بالأئمة علما بأنه لا يجوز لهم ذلك ففي المذهب الجعفري الأئمة إثني عشر إماماً ولا إمام بعدهم.. وللتاريخ ذكر أحدهم بيوم من الأيام في عقد التسعينيات من القرن الماضي إثم خميني مرفوقاً بكلمة إمام وسمعته امرأة جعفرية أمية بسيطة على فطرتها فأجابته وهو متعلم قائلة (أئمتنا إثنى عشر إماماً وليسوا ثالثة عشر إماماً) فَبُهِت الحاضرين جميعاً وكانت تلك الواقعة لي درساً في حينها أن أكون رقيباً متشددا على الكلمة التي تخرج من فمي أمام عامة الناس.
نظرية ولاية الفقيه اليوم في إيران في عداد المقبورة ولا صلاحية لها حتى داخل أروقة النظام نفسه.. لكنها للأسف تحيي في العراق ولبنان وسوريا وأماكن أخرى من خلال المتردية والنطيحة، ومع ذلك فهي اليوم آخذة في الأفول والزوال مع ازدياد حالة الوعي.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.