د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (37)
عندما تقع مقدرات الشعوب بأيدي المجرمين والصعاليك.. النفط المنهوب وسياسة المسكوت عنه؛ رأس الأفعى في إيران؟
تُعيد الخلافات القائمة التي أثارها الملالي ضد جيرانهم العرب حول حقل الدرة النفطي إلى الأذهان التطاول على الحقول النفطية العراقية كـ حقل الفكة العراقي الذي تطاول عليه الملالي سنة 2009 بمجرد أن سلمت سلطت الائتلاف ما أسمته بـ السيادة العراقية إلى مجموعة من الصعاليك تولوا السلطة بدعم من الملالي وسلطة الائتلاف في حينها حيث ساق الطرفان الأحداث نحو تمكين جنودهم ومرتزقة الملالي من السلطة، وللتغطية على الفضيحة آنذاك قال البعض مردداً رواية ملالي السوء إن بضعة جنود دخلوا الحقل ما معناه في تصرف غير مسؤول واحتلوا البئر رقم 4 في حقل الفكة أي أن الأمر ليس بالاجتياح أو الاحتلال، لكن الحقيقة هي أن جنودا كانوا على متن 25 مركبة عسكرية إيرانية دخلت الموقع وتمركزت فيه وأمرت العمال والفنيين العراقيين بالمغادرة.. وهنا لا يمكن تفسير الموقف بعيدا عن الاجتياح والاحتلال، ومن جانبها لم تتحرك حكومة الصعاليك تلك ورثت العراق من سلطة الائتلاف بشكل جاد واكتفت ببعض التصريحات لاحتواء الرأي العام، وخرج في حينها رئيس جمهورية الصعاليك ليقول ” وماذا إن أخذت إيران بئر الفكة العراق لديه آبار كثيرة”، كما أن الأمم المتحدة وأهلها وأقاربها لم يعيروا للأمر أهمية وتستروا على عدوان الملالي على الأراضي العراقية كما تستروا على ما هو أبشع من ذلك.. وفي حين لم تحرك سلطة الصعاليك ساكنا ولم تبدو عليهم مظاهر الإباء والعزة ولم تأخذ الحمية والغيرة على بلادهم انتفضت عشائر الجنوب وبدأت بتسليح أبنائها للدفاع عن كرامة بلادهم بعد أن أيقنوا بأن الوضع مُتفقٌ عليه الملالي اللصوص وعصبة الصعاليك الحاكمة في غبراء بغداد.
يقولون من أمِن العقاب أساء الأدب، وضمن فلسفة إساءة الأدب حيث اعتاد ملالي السوء التطاول على حقوق الغير يُعلِن رئيس جمهورية الملالي المُلا حسن روحاني في خطاب له موجه لحكومته في شهر مارس شباط 2021 مستعرضا سرقة حقوق الغير كإنجاز ونجاح وهو مُلا يضع عمامة رجل دين على رأسه.. حيث أعلن أنه تمت زيادة الإنتاج في أحد الحقول إلى خمسة أضعاف طاقة الحقل وقد كان ذلك الحقل واحداً من خمسة حقول مشتركة بين العراق وإيران، وقد بلغ حجم السرقة المباركة في سنة 2017 30 ألف برميل يومياً، و65 ألف برميل يومياً سنة 2021 بحسب تصريح نفس المُلا، وقد فعل هذا المُلا فعلته غير آبهاً ولا مكترثاً بالعراق ولا بحكومته ولا بقيم الجوار أو غيرها واثقاً من أن جنود ولي الفقيه في العراق مرحبين بذلك ولن يعاتبوه بمجرد عتب.. وقد لا يحق لهم حتى العتب أمام أسيادهم.
لا تستغربوا أن يكون المُلا المعمم سارق ولا ندعي بذلك لأن الأمر يتعلق بنهب مقدرات بلادنا فهذا دأب الملالي وقد نهبوا مقدرات الشعب الإيراني لتمويل مخططاتهم ومؤامراتهم ورفع أرصدتهم، وبالإضافة إلى سرقة أموال العتبات المقدسة في إيران تفننوا في سرقة النفط الإيراني من حقول إيرانية جنوبية حدودية مع العراق بعد فرض قيود على صادراتهم النفطية، وفي حينها أرادوا استخراج النفط من موقع مُكتشف في أهوار محافظة خوزستان الحدودية مع محافظة ميسان العراقية وعرضت شركة يابانية استخراج النفط دون تجفيف الأهوار وبكلفة أقل من الشركة الصينية التي استلمت المشروع بشرط تجفيف الأهوار وبالنهاية استلمت الشركة الصينية المشروع وجففت الأهوار وأضرت بالبيئة لكنها لم تستخرج نفط الموقع من مكانه بل من أراضي عراقية قريبة منه وتم الاستخراج على أراضي العراق دون تدخل من وزارة النفط العراقية، ويتم تصدير النفط خارج سجلات الدولتين على طريقتهم الاحترافية على أنه نفط عراقي وذلك بإشراف المنتجين الصينيين.
اليوم موضوع حقل الدرة هو نتاج وضريبة سياسة المسكوت عنه، سكت العرب فتجرأ الملالي عليهم وزار حقل الدرة ربما من باب وضع اليد الوزير وحيدي وزير القمع في ضيعة الولي الفقيه؛ لم تكن واقعة حقل الدرة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ولا عجب في ذلك في ظل مهزلة المجتمع الدولي الراعي لمشاريع العربدة بعالم اليوم.. ولا تنسوا أن من أمِن العقاب أساء الأدب.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي