أقلام حرة

د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (48)

(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)

يعيبون غيرهم وكل العيب فيهم؛ فكم قالوا وما فعلوا، وأسقطوا ما فيهم على غيرهم ظنهم أنه بالادعاء ينكسر خصومهم ويُفلحوا في مساعيهم ومؤامراتهم، لكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه وفضحت الأيام والمقاومة الإيرانية وانتفاضات الشعب الإيراني حقيقة الملالي ونواياهم في الداخل والخارج.

 

من يوم سرقته لثورة الشعب الإيراني واستيلائه وسطوته على السلطة واستبعاد الولي الفقيه للرأي الآخر ورفضه إياه والاستحواذ على السلطة وتصفية الأحزاب بدعوى عدم جواز الأحزاب شرعاً بقولهم ألا إن حزب الله هم الغالبون حيث لم يبقي خميني وقتها حزباً واحداً، وبقي نظام ولاية الفقيه كما هو لكن نفاقه قد اُفتُضِح إذ يستعرض النظام اليوم وجود تعددية حزبية قد رفضها في السابق لدوافع شرعية واليوم يقبل بها في ظل وجود الدوافع ذاتها فكيف يكون النفاق يا أولي الألباب.

 

اجتمعت العصابتين المتغطرسة والصاغرة اللتان تتقاسمان أدوار المناورة داخل سلطة النظام ومن خلفهما وحولهما الحرس والبسيج والشرطة والجيش والمال والفساد والإكراه ولم يحصدا سوى 8% من الأصوات بحسب قول إعلام النظام والحقيقة أنهما لم يحصلا سوى على الـ 4% التي تحدث عنها قاليباف في يوم من الأيام عندما قال إن نظامه لا يمثل سوى 4% من الشعب فقط، ووفقاً لهذه النسبة يمكن القول بأن بعض عناصر البسيج أو الحرس إما أنها امتنعت عن التصويت أو تم الدفع بأصواتها في اتجاهات بعينها لضمان استمرار بعض عناصر النظام في السلطة نظرا لموالاتهم المخلصة لولي الفقيه، وأما عناصر المخابرات والجيش فلا أحد يضمن أين تتجه آرائهم فدولة السافاك العميقة سابقاً لا تزال قائمة في أوصال النظام، أما قمة الخزي والعار الذي ألم بالنظام هي بحسب قول وسائل الإعلام أن بعض المرشحين قد حصل على صوت واحد أو ثلاثة، وكثيراً من رموز النظام الذين هيمنوا على السلطة لفترات طويلة قد خرجوا من هذه المهزلة بخفي حنين.

 

حقيقة الأمر اليوم في إيران بعد فشل خامنئي في مشروعه الرئاسي (إبراهيم رئيسي) الذي فشل في تحقيق رغبات خامنئي؛ الأمر الذي يدفع بخامنئي والخط الأول من جنوده (الحرس) إلى برمجة بوصلة النظام من برمجة الانتخابات وشكلياتها ونتائجها على نحو يضمن لهم البقاء حتى لو استبعدوا أقرب المقربين إليهم خاصة بعد تطوير الشعب الإيراني لحالة العزلة المفروضة الكهنة في الانتخابات الرئاسية الماضية وفي الانتخابات النيابية بهذه المرحلة الحساسة لنظامهم الذي بلغ مرحلة شيخوخة حادة؛ خامنئي هو من يدير الموقف من خلال الحرس الذي سلط عصاه وسيفه على أجساد الشعب الإيراني المنكوب وشعوب المنطقة، واليوم سيسلطها على أجساد بيادق النظام البليدة وستساق تلك الأجساد بالجزرة والعصى في المرحلة المقبلة هذا إن لم يعجل الشعب بدفن النظام.

 

جاءت نتائج مسرحية هذه الانتخابات مخيبة للآمال بحسب وصف موقع الجزيرة وهي وجهة نظر لا تميل إلى الحراك الشعبي الإيراني وكم سوقت وجهات نظر كهنة إيران.. وتتوالى فضائح النظام لكن أعظمها هي التي حدثت في هذه الانتخابات، ورغم ذلك لم يستحي قادة حرس النظام من امتداح الانتخابات والقول بأن كل صوت كان عبارة عن صاروخ موجه إلى الأعداء ولا نعلم أي أصوات هذه وأي صواريخ التي يتحدث عنها وقد نسي حجم الأصوات الباطلة رغم التزوير وشراء الذمم والأصوات وسياسة الابتزاز لإكراه المواطن الإيراني على الإدلاء بصوته وهي نفي النهج الذي يعممه نظام الكهنة الحاكم في إيران على الولاة التابعين له في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وهذه هي ثورتهم المعبأة للتصدير لكن الثورة الإيرانية الفعلية ثورة عام 1979 لا تزال لم تبلغ وجهتها بعد ولا زالت جذوتها تشتعل تحت الرماد في إيران.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د. محمد الموسوي

كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى