تاريخ من العنصرية والاستبداد والهمجية في إيران مؤيدة بدعم غربي منذ أن سلب الروس والانكليز عرش القاجار ومكنت صنائعها من السلطة في إيران فأحدثوا الشاهنشاهية تحت مظلتهم واستعمارهم المقنع بسلطة محلية، وقد قوبِل ذلك بثورة شعبية عارمة وتحررت على إثرها إيران من الاستعمار وقامت الثورة الدستورية لتتحمل أعباء إيران كوطن وليس دعماً لأي سلطة قناعة من المجاهدين الإيرانيين الذين حرروا إيران، وكما أصبح نظام الولي الفقيه في إيران أسوأ مثال للعنصرية والهمجية والطغيان امتدادا لذلك التاريخ القديم البغيض.. كذلك امتدت آثار المجاهدين الإيرانيين اليوم إلى مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وكما قارع أحرار إيران في حينها كافة القوى الرجعية وأقاموا ثورتهم الدستورية؛ يقارع مجاهدو خلق في إطار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وكذلك كافة القوى الوطنية الإيرانية الحقيقية أعتى قوى الرجعية الحاكمة لإيران باسم الدين وبدعم غربي لم يمكنها من السلطة في إيران فحسب بل مكنها من السلطة في العراق واليمن ولبنان ومكنها من هدم سوريا ووضعها في مهب الريح، ومكنها كذلك من تهديد استقرار الأردن وبالتالي عبأت فراغ الشاه شرطي المنطقة وبشكل أفضل مما يتوقعه الغرب الذي بات يصنع الأزمات ويديرها ويصنع السلاح ويبيعه ويفاوض ويساوم ويبتز كل ذلك بفضل ملالي إيران الذين بفضلهم أيضا أُبيدت غزة وجاع وتشرد أهلها ومن قبلهم قُتِلَ وتشرد العراقيون واليمنيون والسوريون.
امتدادا لتاريخ إيران النضالي وثورتهم الدستورية الخالدة وامتدادا لذاك الفكر الوطني الثوري الأصيل يأتي برنامج المواد العشر الذي يتبناه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي؛ يأتي كقاعدة رصينة لمستقبل أفضل لجميع الإيرانيين.. وسواء أيد البعض أو رفضوا أحبوا أو كرِهوا يأتي الحراك الدبلوماسي عالي المستوى الذي تقوم السيدة مريم رجوي وحراك المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأشرف3 ووحدات المقاومة بالتزامن في غاية الأهمية داخليا وخارجيا حيث تقوم وحدات المقاومة بزعزعة محاولات النظام من أجل البقاء متماسكاً وفي الوقت ذاته تكسر حاجز الخوف لدى عامة الشعب ما يعجل بقيام ثورة شعبية واسعة النطاق تفرض سياسة الأمر الواقع على الغرب المهادن والداعم لنظام الملالي لقبول إرادة الشعب ومقاومته والتخلي كلياً عن نظام ولاية الفقيه كمشروع فاقد الأهلية والصلاحية؛ أما على الصعيد الدبلوماسي فإن تحركات السيدة رجوي داخل أوروبا وأمريكا بالإضافة للفعاليات السياسية والإعلامية النوعية فهو بتزامنه مع الحراك الثوري المنتفض داخل إيران يشكل صورة ملحمية تتجسد فيها القدرات والتضحيات اتصالا بالتاريخ النضالي للشعب الإيراني وثوراته ” الثورة الدستورية – نهضة الدكتور مصدق – الثورة الوطنية 1979″.. ونتاجاً لهذا الحراك وهذه الدبلوماسية تتجسد اليوم الشرعية الكاملة لمطالب الشعب الإيراني وتضامنه مع المقاومة الإيرانية وتفاعله مع وحدات المقاومة؛ كما يأتي التأييد القوى الحرة في أوروبا وأمريكا للمقاومة الإيرانية وبرنامج المواد العشر ليس فقط لقناعة بسياسة المجلس الوطني للمقاومة أو رئيسته بل أيضا لقناعتهم بأن برنامج المواد العشر ورؤية المجلس لمستقبل إيران نهجاً يلبي مطالب جميع مكونات الشعب الإيراني ويؤسس لقيام إيران ديمقراطية تحترم حق الجوار والقوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، وفي مقدمة كل ذلك إيران غير نووية لا تمثل تهديدا لأحد.
نحن أبناء منطقة تعاني أشد المعاناة من نظام الملالي والجماعات التابعة له ودفعت أوطاننا تاريخها وسيادتها وكرامة أبنائها ضريبة لاستهتار هذا النظام وميليشياته.. ونعلم جيدا أنه لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار للمنطقة دولا وشعوباً إلا بعد زوال نظام الملالي كلياً وقيام بديل ديمقراطي حر.. وقد كانت الغالبية العظمى من العراقيين ولازالت تؤمن بأنه سقوط نظام الملالي في طهران هو بداية تحرر العراق ولبنان واليمن واستعادة الأمل لسوريا.. كما ندرك نحن أبناء العراق تمام الإدراك أن نضال الشعب الإيراني هو مسيرة تصب في صالح التغيير بالمنطقة وبشكل مباشر؛ لذلك لم نكن أبداً بعيدين عن آلام الشعب الإيراني وطموحاته خاصة أن ما يتجرعه العراقيين والإيرانيين من آلام تأتي من كأس واحد.
التاريخ أصدق أنباءً من خيالات وافتراضات الواهمين وأعداء الحرية.. وسيف النضال أصدق من الكتب.. ولا يحرر الشعوب إلا الثوار الصادقين في مسيرهم النضالي.