د. محمد بوزغيبة يكتب: من أخطر أصناف المنافقين.. الحكام والإعلام
يقتدي الإنسان البسيط والعامي والأمي بطبيعته، بمن هو أرقى منه معرفة وعلما ودراية، فإذا كان هذا المتعلم لئيما ومنحرفا ومنافقا، سيؤثر ذلك حتما في سلوك من يقتدي به،
وإذا كان الحكام والعلماء من أهل النفاق فتلك الطامة الكبرى، وعليه لما يتفشى «التلحيس، والتبلعيط، والكذب، والخيانة، والبهتان» عند النخبة السياسة أو العلمية، فسيكون مآل ذلك خراب البلدان والعمران،.
وما يلاحظه الناس في زماننا، هو تكريس صفات النفاق في إعلام223، من أشباه الإعلاميين، وأنصاف المحللين وغيرهم، الذين يتظاهرون بأنهم مسلمون ولا يحاربون إلا الإسلام السياسي، وهم في الواقع يحاربون الدين الإسلامي، ويلاحظ الجميع حاليا تبعات ذلك، والوضع الذي آلت إليه البلاد، فعندما يكون الحاكم منافقا، ما هي تبعات ذلك على الشعب؟ كيف سينظرون إليه وكيف سيأتمرون بأوامره، بعد أن أوهمهم بتدينه ثم اكتشفوا أنه حريص على محاربة دينهم؟؟
وعندما يكون العالم منافقا، ماذا سيتعلم منه التلاميذ والطلبة؟ وخصوصا لما يكون «العالم» شيخا أو مفتيا أو خطيبا أو واعظا أو مدرسا (منافقا)، سيؤثر كلامه ونصائحه وحركاته على أتباعه،، لهذه الأسباب وضح القرآن الكريم، الحكم الشرعي على هذه الفئة ومصيرها الحتمي، قال تعالى {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد أن المنافقين لكاذبون} (المنافقون1)، لقد نعتهم سبحانه بالكذب، فما هو حكم الرعية لما يبلغهم أن زعيمهم مواظب على الصلاة في المساجد، ثم يقلع فجأة عن ذلك تطبيقا لقول الشاعر:.من صام وصلى لأمر كان يقضيه فلما انقضى الأمر فلا صام ولا صلى،، لقد أصدر سبحانه الحكم الثاني على هذه الفئة قال تعالى {إن المنافقين هم الفاسقون} (التوبة67)،.
ولما ينتصب إلى تدريس العلوم الشرعية، منافق يضمر ما لها يظهر، ويقدم النصائح الوعظية ويأتي بعكسها، أو يلاحظ من يتطاول على قرآنه وسنة نبيه ويلازم الصمت أو يتوارى عن القوم، وأكثر من ذلك تجده يتقرب لأعداء الدين تزلفا ليقنعهم أنه حداثي مثلهم، ويحرص على تشويه أخيه المسلم زورا وبهتانا ويتفادى التواصل معه((وأشهد الله أني عرضة لذلك يوميا في الزيتونة المحروسة))،.
فبالله عليكم، كيف يشارك “كبار الجامعيين” في ندوات علمية مريبة وصهيونية وتشكك في أصول شريعتنا، ويدعي بعد ذلك أنه من كبار الشيوخ؟ لذلك أصدر تعالى حكمه على هؤلاء {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما} (النساء38)، وختاما إن مآل هؤلاء {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا} (سورة النساء145)