د. محمد جلال القصاص يكتب: ما يحدث الآن في السودان

ما يحدث الآن في السودان هو إقصاء الدعم السريع عن السيطرة الكاملة عن السودان.. تمهيدًا لتقسيمه.
قوة الحكومة السودانية الحالية لا تكفي للسيطرة على أرض السودان كاملة.
يحتاج الأمر قوة أكبر.. قوة تستطيع فرض رؤية واحدة على السودان ودول الجوار السوداني التي تشارك في الحرب بالرجال أو المطارات أو التسهيلات الحدودية.. قوة تستطيع فرض سلام حقيقي على القرن الأفريقي وحوض النيل.. بيد أبنائه ولصالح أبنائه.
لابد أن تعامل المنطقة كلها (حوض النيل والقرن الأفريقي) ككتلة واحدة بعيدًا عن حدود الدولة الحديثة،
وهي حدود مضطربة منذ نشأت.. حيث تتعرض لتغير مستمر (بالتقسيم المستمر عندنا والتوحد عندهم).
لا ينبغي أبدًا أن يخلص السودانيون لحدود متحركة أضرت بهم أكثر مما نفعت (حرب الجنوب، وفصل إريتريا، والتحضير لفصل الغرب السودان: دارفور وكردفان، بل والشرق).
وأعتقد أن الفرصة سانحة بعد أن عَلَقَتْ الولايات المتحدة مع إيران وأذرعها؛ وبعد أن ظهرت لها شواغل في داخلها (ما يتحدث عنه ترامب من إصلاحات داخلية، وتصفية خصومات شخصية مع من حاولوا اعتقاله)؛
وبعد تطوير بوتين لطموحاته التوسعية في أوروبا (جغرافيًا، وسياسيًا)، وبعد تمدد حلف شنغهاي ووصوله للخليج (من خلال إيران).
والفرصة سانحة- أيضًا- بعد اضطراب تركيا على اوردوغان فغالب الظن أن اوردغان إن شعر بالخطر فسيورد سلاحًا (أو تكنولوجيا سلاح) للإسلاميين في سوريا والسودان، وربما الصومال..
من باب التوبة وترك ما يتحدث عنه التاريخ، هذا إن لم يقبض هكان فيدان على يده ويعزله سريعًا.
حفظ الله السودان وأهله وأمة الإسلام، وأزاح الله عنا الغرب ووكلائه.. اللهم آمين