مقالات

د. محمد خير موسى يكتب: أسئلة طرحتها وفاة الراشد

من الأسئلة التي طرحتها وفاة فارس الدّعوة الأستاذ محمد أحمد الراشد رحمه الله تعالى؛ سؤالان بالغا الأهميّة، ويحتاجان من الجماعات والحركات الإسلاميّة على اختلافها وقفات مراجعة حقيقيّة مع الذّات:

السّؤال الأول: أسباب غياب أفكار وكتب ومقالات ما يمكن تسميته جيل المنظرين الكبار في الحركات الإسلاميّة من أمثال الراشد والقرضاوي والغزالي وفتحي يكن وعبد السلام ياسين وغيرهم عن الأجيال الشابة الجديدة من أبناء الجماعات الإسلاميّة أو حتى المنتسبين إلى حقل العمل الإسلامي من غير أبناء الجماعات والتنظيمات عن قراءاتهم وتزودهم الفكري والمعرفي أو حتى القلبي رغم ما يعيشه الشباب اليوم من تصحر روحي وجوع قلبيّ.

السؤال الثّاني: أسباب تلاشي هؤلاء المنظرين الفكريين والتربويين والتزكويين الكبار من صفوف هذه الجماعات اليوم؛ فإنك إن تلفّتّ يمنة ويسرة بعد رحيل الأستاذ الراشد يرتد إليك البصر خاسئًا وهو حسير؛ فهل المشكلة في عدم قدرة الجماعات على إنتاج هذه القامات مشكلة بنيويّة تتعلق ببنية الجماعات وطبيعة تركيبها؟ أم أنّ الأسباب تتعلق بطبيعة العصر وتأثيراته الفكريّة التي لم يسلم منها أحد إسلاميًا كان أم غير إسلاميّ؟

الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى وقفات طويلة من الباحثين في عوالم الأفكار ومن القائمين على هذه الجماعات؛ فالترهل الفكري والشيخوخة المعرفيّة إن أصابت أيّ كيان فلا تكون انعكاساتها سطحيّة أو ظاهريّة فحسب بل إنّها تشعل الضوء الوجوديّ الأحمر عند الجادين والعاملين والباحثين.

د. محمد خير موسى

كاتب وباحث فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى