د. محمد عياش الكبيسي يكتب: شيخنا كيف ترد؟
شبهات متهافتة، وفتاوى مكذوبة، وأقاويل بلا زمام ولا خطام، لا يعرف لها قائل، وإن عرف باسمه فهو اسم ليس محسوبا في أهل العلم ولا الفكر ولا حتى الدين.
كل هذا يصلنا يوميا بالعشرات، وربما عن طريق بعض الإخوة والأصدقاء مشفوعة بعبارة (شيخنا كيف ترد؟).
أرد على ماذا يا إخوة؟ هل فعلا أنتم تبحثون عن أجوبة؟ أو هو شيء من قبيل قتل الأوقات وملء الفراغات؟
انزعجت اليوم حينما وصلني رد مؤصّل من عالم مؤصّل وهو كبير في العلم كبير في السنّ، يرد فيه على ما يمكن تسميته بالتفاهة،
ولقد شخص الشيخ هذه التفاهة فقال بالنص في مقدمة رده:
(ما كنت أنوي الرد على هذا المعتوه لولا كثرة ما وصلني من الإخوة..)
الله يسامح الإخوة.
(في الملحق صورة لهذا الشخص الذي يطلب الإخوة من العلماء الرد عليه في قوله أنه لا يوجد دليل على تحريم الخمر)
والحقيقة أن هذه التفاهة ليست من اختراعه وإنما هو يكرر كلام الباطني المعروف (شحرور).
إن مجرد الاهتمام بهذه (التفاهات) يعطيها وزنا أكبر مما تستحق ويساعد في نشرها والترويج لأصحابها وهذا هو مبتغاهم.
أما إذا كانت هذه التفاهات لها فعلا نوع من التأثير في العقول، بحيث تتطلب فتاوى وبيانات من العلماء،
فنحن أمام كارثة معرفية وربما إيمانية خطيرة.
ومن المفارقات العجيبة هنا هذا الاهتمام الكبير والبحث عن الموقف الشرعي المؤصل بالأدلة تجاه هذه التفاهات،
بينما الأمور التي تحدد مصيرنا ومصير أمتنا في الدنيا والآخرة ترى الناس يخوضون فيها دون حاجة إلى دليل ولا بحث ولا تأصيل،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.