مقالات

د. محمد عياش الكبيسي يكتب: ضيوف كرام من إخواننا الأويغور

سعدت اليوم في بيتي المتواضع باستقبال ثلة من أهل العلم من إخواننا الأويغوريين من تركستان الشرقية، وقد دار بيننا حوار طويل حول قضايا المسلمين المختلفة وجراحاتهم النازفة.

وأدناه تلخيص لأهم معالم القضية التركستانية والمحنة التي يعيشها إخواننا هناك:

١- تزيد مساحة تركستان الشرقية على مليون وثمانمائة كم، أي أن مساحتها أكبر من مجموع مساحة مصر والعراق وسوريا!

٢- عدد سكانها حوالي ثلاثين مليونا، وهم شعب شديد التمسك بهويته وعقيدته الإسلامية، وهذا العدد هو غير عدد المسلمين الصينيين الذين يزيد عددهم على الثمانين مليونا.

٣- تحتل الصين الشيوعية هذه البلد الكبير منذ عشرات السنين وتمارس بحق أهله أقسى أنواع الظلم والاضطهاد الديني لإجبارهم على التخلي عن دينهم، حيث يتم اعتقال العلماء وقتلهم أو تهجيرهم، كما يتم هدم المدارس الدينية والمكتبات ودور تحفيظ القرآن ومحاربة الحجاب واعتقال المحجبات، بل وصل الأمر إلى اعتقال العائلة التي تفتح النور وقت السحر في رمضان، لأن هذا دليل على نية الصوم!

٤-إن الحكومة الصينية تحارب كل مظاهر الإسلام في هذا البلد لأنها ترى أن الإسلام هو الذي يحول دون استسلام التركستانيين للأمر الواقع وقبولهم باعتبار أن تركستان بكل تاريخها وحضارتها وعمقها الإسلامي إنما هي جزء لا يتجزأ من دولة الصين.

في الوقت ذاته تتعامل الصين مع المسلمين الصينيين بطريقة مختلفة فيها قدر من اللين، لأن هؤلاء هم صينيون بالفعل، وهذا التعامل تركّز عليه وسائل الإعلام الصينية لإظهار صورة زائفة من تسامح الحكومة تجاه الإسلام والمسلمين.

٥- يشكو إخواننا التركستانيون من نسيان المسلمين لهم، حتى على مستوى الدعاة والخطباء والجماعات الإسلامية، أما الإعلام فلا شأن له بهم لا من قريب ولا من بعيد، ومن المؤسف جدا؛ أن تستجيب بعض الدول العربية والإسلامية لمطالبات الحكومة الصينية بتسليمهم المطلوبين، وأغلبهم من الفارين بدينهم أو الراغبين في الدراسة وطلب العلم

٦-مع كل هذا فلم أر في هذا الشعب الطيب أي حقد أو كراهية للعرب والمسلمين رغم كل هذا النسيان والخذلان، بل هم يعيشون هموم الأمة كلها، ويتابعون قضاياها وجراحاتها المختلفة، وهم يقومون بترجمة عشرات الكتب والمقالات من العربية إلى الأويغورية.

٧- إن قضية هذا الشعب الأساسية إنما هي هويته وعقيدته الإسلامية والإصرار على أن «تركستان» إنما هي جزء من الأمة الإسلامية وليست جزءا من الأمة الصينية.

اللهم يا رب أسألك بأسمائك الحسنى أن تفرّج عن إخواننا الأويغوريين وأن تفرّج عن إخواننا الفلسطينيين وأن تفرّج عن إخواننا السوريين، وأن تفرّج عن إخواننا السودانيين، وكل بلاد المسلمين

صورة لكتاب في العقيدة هدية من مؤلفه الأويغوري الذي شرفنا اليوم مع المجموعة المباركة
صورة لمشاركتي في مؤتمر عقد مؤخّرا لمناقشة هذه القضية المصيرية

د. محمد عياش الكبيسي

مفكر وداعية اسلامي، دكتوراه في الفقه الاسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى