د. محمود الشجراوي يكتب: لا تعتادوا.. العدوان مستمر
انطلاق حملة «لا تعتادوا.. العدوان مستمر»، جاءت لترفض أن تعتاد العين التكرار فتحجب المشهد عن المشاعر. ولتقول إن 150 يوماً، ومئات المجازر، ورؤية الدّم المستمرة خلف الشاشات، يجب أن لا تدفع المُشاهد إلى الاعتقاد بأن الدم بارد، فلا برودة إلاّ تلك التي تسكن خيام النازحين في رفح. مؤسسات وجمعيات أرادت أن تجعل اليوم 150 محطة لكسر الصمت، وعلى مدار أسبوع، وتوجيه رسالة لغزة وأهلها «لستم وحدكم، ولن نعتاد المشهد، ولن نرضى أن نكون مشاهدين بل سنبقى فاعلين».
في الشعار جرى استخدام اللون الأسود كناية عن العدوان وأهدافه في نشر الحداد على امتداد غزة والعالم الحرّ. وكان استخدام اللون الأحمر بالخطوط القديمة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مرحلتي الستينات والسبعينات، للقول إن تضحيات الشعب الفلسطيني مستمرة على مدار تاريخ طويل، كما مقاومته، ولن يستطيع العدوان أن ينال منه. وصورة الأطفال، الذين يشكّلون معظم الشهداء، جاءت في منتصف اللون الرمادي، لتكسره، لتعلن بأن الجرائم لن تدفع إلى الاكتئاب الذي يمثّله هذا اللون، ولترفض أي حياد، ولتخلص إن الرمادي، كما يُقال، هو ليس لوناً بل نفاق، فلا حياد في معركة بهذا الوضوح. فلنشارك، وبكل اللغات، في حملة «لا تعتادوا.. العدوان مستمر».