د. نجاة الديب تكتب: يَكْفُرْنَ العَشِيرَ
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط”متفق عليه.
استوقفني هذا الحديث ..تأملت واقع بعض نساءنا فوجدت أن حالهم ينطبق عليه هذا الحديث لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط.
فما المقصود بكفران العشير؟
المراد به في هذا الحديث الزوج، وكفران نعمته جحدها وإنكارها وعدم شكرها، وإنما اختصت النساء بكونهن أكثر أهل النار وبالذم على كفران العشير، لأن وقوع ذلك منهن أكثر.
هذا الوعيد مختصاً بالنساء، بل هو عام أيضا في جحد النعمة وكفران العشير، فقد بين العلماء أن هذا الحديث يستفاد منه ما هو أعم من شكر نعمة الزوج وعدم جحد معروفه، بل يشمل حفظ النعم والشكر لمن أسدوها. كالوالد والوالدة والاخوة ،والاصدقاء أيضا.
أن المرأة مأمورة أمراً متأكداً برعاية حق زوجها والاعتراف بفضله وأن لا يحملها الغضب لشيء ما رأته أو لتصرف عارض على جحد نعمته وإنكار فضله وأن تقول هذه الكلمة المذمومة ـ ما رأيت منك خيراً قط ـ وفي الحديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه.
أشكري زوجك على أفعاله الحسنة ، وأذكري ما فات من معروفه الذي قدّمه لكِ ، أو قدّمه لأهلِك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) ، وأيضاً لا تنسي أبيكِ ومن له حقٌ عليكِ … ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، ومن لم يجد فليثن ، فإن من اثنى فقد شكر ، ومن كتم فقد كفر ، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور ) صححه الألباني.
كوني امرأة صالحة منصفة …لا تجرح مشاعر زوجها ولا تنكر إحسانه اياك أختي المسلمة ونكرانَ الجميل،إياك وكفران العشير… اشكري صنائع المعروف، وكوني من الأوفياء المحسنين المنصفين، فإن من حُسن العهد حفظَ الود ورعاية حرمةِ المعاشِر .