مقالات

د. نصر فحجان يكتب: ما الذي سيتمُّ تتبيره في القدس وفلسطين؟

معلومٌ أنَّ اليهود يتّخذون من القدس عاصمة لهم، وهي تضم مواقع وأماكن ومؤسسات تعتبر رمزًا للسيادة الإسرائيلية على القدس، وأرى أنَّ هذه الأماكن والمواقع ستشهد مواجهاتٍ عنيفةً وطاحنةً مع اليهود، بما تشكِّل من رمزية للوجود والقوة لليهود في القدس وفلسطين.

وستكون النتيجة لصالح الداخلين إلى القدس من المقاتلين والمجاهدين، وسيقومون بتتبير كل هذه المؤسسات والمواقع بما فيها، وعلى مَنْ فيها، بإذن الله تعالى.

ومن هذه المواقع والمؤسسات:

1- مقرّ الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، والذي يرمز إلى الوجود السياسي لليهود في القدس وفلسطين.

2- مجلس الوزراء (الإسرائيلي)، ومقرّ الحكومة (الإسرائيلية)، وهي تعتبر أيضًا رمزًا للسيادة الإسرائيلية على القدس وفلسطين.

3- وإذا كانت الروايات التاريخية تتحدث عن أنَّ نبوخذ نصّر قد قيّد الملك اليهودي (صِدْقيا) وقلع عينيه في الدخول الأول، فإنّي أتوقّع أنْ يتمَّ أَسْر أو قتل رئيس الحكومة الإسرائيلية، أو رئيس الدولة الإسرائيلية في وعد الآخرة الحالي بإذن الله، لكن دون تمثيل، أو تشويه، لخصوصية شرعنا الحنيف، حيثُ ينهانا عن المثلة.

4- مؤسسات رئاسة الدولة، ومكتب رئيس الدولة، والذي يرمز إلى قوة اليهود وعلوِّهم.

5- المدارس الدينية التوراتية، وهي التي ترمز إلى عقيدتهم المنحرفة.

6- الكُنُس اليهودية (المعابد اليهودية) وما تشكله من تهويد للقدس وفلسطين، من خلال تحويلها إلى مساجد.

7- المواقع والوزارات الحكومية على اختلافها، والتي يمكن أنْ يكون بقاؤها شاهدًا على استمرار الإفساد والعلوِّ الإسرائيلي.

8- المواقع العسكرية المختلفة، ومواقع التدريب، وأبراج المراقبة، حيث ترمز إلى القوة والعلوِّ الإسرائيلي.

9- الجدار الفاصل والحواجز التي تمزِّق نسيج المدن الفلسطينية.

10- السفارات المختلفة للدول التي اتخذت من القدس مقرًا لها كعاصمة لدولة اليهود.

11- كلُّ الرايات والأعلام الإسرائيلية في أيِّ مكان من فلسطين.

12- كلُّ اللوحات المكتوب عليها بلغة اليهود، حيث ترمز إلى تهويد القدس وفلسطين.

ولا يقتصر التَّتْبير على الجانب الماديّ، بل سيمتدُّ إلى تتبير العلوِّ المعنويّ، وتحطيم ما ترمز إليه (إسرائيل) من القوة والعنجهية، والسيطرة والغنى، وغير ذلك مما يرمز إلى الإفساد والعلوّ الإسرائيلي في القدس وفلسطين.

ولا أظنُّ أنَّ المجاهدين المنتصرين سيتبّرون المساكن والعمارات السكنية، بل سيتَّخذونها غنائم للاستفادة منها في إيواء أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الشَّتات منذ 1948م، وهو كما قال ربُّنا عزَّ وجلَّ في حق يهود بني قريظة:

(وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضًا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرًا).

ولا أظنُّ أنْ يتمَّ تتبير المدارس العاديَّة، أو المستشفيات، أو الشوارع، أو الأشجار، أو المؤسسات العامّة، إذْ تُعتَبَر غنائم للمسلمين، وحقّاً مستردًّا لهم، فاستهداف المؤسسات بالتتبير لا يُقصد به المباني لذاتها وإنما بقدر ضررها على المسلمين، مثل المقرات العسكرية وما شاكلها.

وسيُصلِّي الفاتحون المنتصرون في المسجد الأقصى المحرَّر صلاة الشكر على النَّصر والتحرير بإذن الله تعالى، وستعلو في القدس أصوات التكبير، وسيخِرّ الموحّدون للأذقان سُجّدًا، ويقولون سبحان ربنا إنْ كان وعد ربنا لمفعولًا، مصداقًا لقول الله تعالى:

(قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا به إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدًا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولًا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا).

وسيهتف الفاتحون كما هتف النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في فتح مكة: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا)،

وسيُسبِّحون بحمد ربِّهم كثيرًا، وسيستغفرونه كثيرًا، وسيتْلُوون قول الله تعالى:

(إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا).

ومع تحرير بيت المقدس (القدس)، والتي سيدافع عنها اليهود أكثر من غيرها، باعتبارها عاصمتَهم ومقرَّ حكمهم وإفسادهم، سينطلق المجاهدون إلى بقية فلسطين يطهِّرونها، ويتبِّرون كلَّ مظاهر الإفساد والعلوِّ الإسرائيلي فيها، وسيهرب اليهود من أمام وجوههم، ولن يبقى يهودٌ في فلسطين بإذن الله تعالى.

د. نصر فحجان

عميد‏ ‏كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية‏.. ومحاضر دراسات إسلامية - غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights