مقالات

د. وصفي أبو زيد يكتب: التيسير.. «إرادة إلهية» و«منهج نبوي»

التيسير في التشريع والفتوى ليس مجرد اتجاه من اتجاهات الفقهاء والمفتين، وإنما هو منهج بُنيت عليه الأحكام، وجاءت به الشريعة.

بل إن الأمر أرفع من هذا وأعظم حين نعلم أن التيسير «إرادة إلهية» -نعم إرادة إلهية- واقرأوا إن شئتم قول الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، وتأملوا هذه الكلمة: «يريد.. ولا يريد»، وكان يكفي أن يقول: {يريد الله بكم اليسر}، ولكنها عبارة لا تمنع العسر في بعض الأحيان أو في حالات نادرة، فأراد الله برحمته أن ينفي العسر مطلقا، فقال: {ولا يريد بكم العسر}.

والتيسير منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فيكون أبعد الناس عنه.

فإلى المتنطعين والمتشددين: إلى أي منهج تنتمون؟ وأين قدوة النبي في تشددكم وتنطعكم؟ وأين أنتم من «إرادة الله»؟ أو «المراد الإلهي»؟.. ولا يتصورنَّ أحدٌ أن التيسير تفلّت أو تسيب، فما أبعد الفرق بين التيسير الذي هو إرادة إلهية ومنهج نبوي، وبين التسيب والتفلت من أحكام الشريعة!.

د. وصفي أبو زيد

أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، ورئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى