د. وصفي أبو زيد يكتب: السلفية المتصهينة
تعلمون أن السلفية المعاصرة ليست سلفية واحدة، ومن هنا دائما أقول إن الحكم المطلق العام على السلفية المعاصرة بحكم واحد هو خطأ فادح؛ فهناك السلفية العلمية، وهناك السلفية المجاهدة، وهناك سلفيون إخوان، وإخوان سلفيون، وهناك السلفية المدخلية، وهناك السلفية الجامية، وهناك السلفية الأمنية، إلى غير ذلك من أنواع توجب الإنصاف والعدل في النظر والتعامل والحكم.
لكن هناك سلفية جديدة ظهرت منذ فترة واتضح ظهورها الآن مع الطوفان، يمكن أن أسميها «السلفية المتصهينة»، تلك السلفية التي تضم «شيوخا» في بلادنا وبخاصة في مصر والسعودية، ذوي لحى وجلابيب، وكل حديثهم الهجوم على المقاومة، وتخذيلهم والإرجاف معهم بل ضدهم، ووصفهم بصفات لا يوصف بها مسلم، والتهوين مما يقومون به، والفرح عند استشهاد رجال المقاومة بإظهار الشماتة، وربما توزيع الحلوى، إلى غير ذلك من تصرفات خسيسة نذلة، لا تصدر إلا عن طبع دنيء وخلق رديء ونفس خبيثة، فهذه هي السلفية التي يجب أن نسميها من الآن بالسلفية المتصهينة، وإن كنت أشعر بحرج من وضع هذه الصفات بجوار لفظ السلفية، ذلك اللفظ الشريف الرفيع الذي لا يطلق إلا على العُدول الأثبات المجاهدين بالعلم والعمل سواء، ولكن ماذا نفعل أمام جناية الواقع على المصطلحات؟!