مقالات

د. وصفي أبو زيد يكتب: المعاني الحضارية المكتسبة من «طوفان الأقصى» (6)

«6» إحياء القضية وإبطال التطبيع والتهويد:

ومن المكاسب العظيمة لمعركة طوفان الأقصى أنها أحيت قضية فلسطين في قلوب المسلمين والعالم كله؛ ذلك أن مصائب المسلمين والعالم في كل مكان كانت أكبر من فلسطين، وجعلت القضية تتوارى في العقل الجمعي والاهتمام الجماعي لصالح هذه القضايا والمآسي، ابتداء من أحداث الربيع العربي وما تلاه من انقلابات عسكرية عليه ومحاولات لتصفية هذه الحراك الاستثنائي في تاريخ المنطقة، وأزمات عالمية في أوروبا وأميركا، وأحداث الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كل هذا جعل قضية فلسطين تتوارى خلف وقع هذه الأحداث وصداها الكبير، فجاءت معركة طوفان الأقصى لتعيد القضية إلى وهجها، وتضعها في واجهة صلب الشعور وعمق الاهتمام الإسلامي والعالمي.

كما أن مسلسل التطبيع الذي أصبح منسابا ومتتاليا ومتتابعا في العالم العربي الذي كان من المنتظر أن يكون ممانعا لهذا الإثم الشرعي غير متجانف له، هذا المسلسل توقف تماما مع معركة طوفان الأقصى، بل كتبت هذه المعركة نهايته، وأفشلت مشروعه، وأصبح في طي النسيان، بل في سلة مهملات الواقع والتاريخ، وانفضح من قاموا به شر فضيحة أمام شعوبهم على وقع قذائف الياسين التي رفعت بها المقاومة رأس الأمة، وأشعرتها بالعز والشرف والفخار.

من ناحية أخرى جاءت هذه المعركة لإيقاف مسلسل تهويد المسجد الأقصى المبارك، وإضعاف وقائع تدنيسه التي تصاعدت عاما بعد عام، ورمضانا بعد رمضان؛ ولهذا كان من عبقرية «محمد الضيف» والمقاومة أن أطلقت على هذه المعركة “طوفان الأقصى”، كما كانت المعركة السابقة بعنوان: «سيف القدس»!

د. وصفي أبو زيد

أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، ورئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى