د. وليد عبد الحي يكتب: الحصاد الأولي لـ«طوفان الأقصى»
رغم كل الألم والمعاناة، ورغم الخسائر التي يعرفها كل صراع تاريخي واستراتيجي كالصراع العربي الصهيوني، إلا أن «طوفان الأقصى» حقق ما يلي:
أولا: إعادة القضية الفلسطينية للمشهد الدولي وبقوة، فقد غابت بشكل شبه تام حرب أوكرانيا ومماحكات تايوان وغيرها عن الساحة ، فلا تكاد تسمع خبرا عن تلك المعارك حتى في تلفزيون روسيا اليوم أو التلفزيون الصيني باللغة العربية أو الانجليزية، والآن المؤسسات الدولية مشغولة بمعركة طوفان غزة فقط.
ثانيا: أصبح المفاوض الفلسطيني في موضوع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وعددهم يتجاوز الخمسة آلاف في موقف أفضل بحكم ما في يد المفاوض الفلسطيني من «أسرى» لا يعرف احد عددهم، لكنه بالتأكيد عدد كبير.
ثالثا: كبح ولو مؤقت لقطار التطبيع، ووضع الدول المهرولة في موقف حرج ، حتى ولو كان لمرحلة قصيرة وتعود حليمة لعادتها القديمة، لكن الحركة الشعبية المتزايدة ضد التطبيع أصبحت أكثر تجسدا في الشارع، ولا شك أن الموقف السعودي مؤشر على ذلك أيا كانت الملاحظات عليه.
رابعا: إعادة الثقة في قوى المقاومة الإسلامية في غزة، ورغم ما يحوم حول الموقف من شكوك حول «ما بعد الطوفان» وحول جدية محور المقاومة، إلا أن النتيجة الحالية هذبت الشكوك حول المقاومة الفلسطينية.
خامسا: الهزة النفسية العميقة للمجتمع الصهيوني، ولعل المتابعة للإعلام الإسرائيلي يكتشف حجم «التوهان» داخل المجتمع الإسرائيلي في فهم ما يجري بل وزرع الشكوك –دون مبالغة- في جدوى المشروع الصهيوني.
أخيرا :
لا مكاسب دون خسائر.. فكيف يمكن تعميق هذه المكاسب ضمن مراحل الصراع؟ هذا هو الرهان الأهم في المستقبل.