نداء للمثقفين الغربيين
المأساة الإنسانية في غزة
سيداتي سادتي،
منذ ما يقرب من عامين ترتكب إسرائيل جريمة إبادة جماعية موثقة من محكمة العدل الدولية. كما حددت المحكمة الجنائية الدولية مسؤولية رئيس وزرائها ووزير دفاعها عن هذه الإبادة الجماعية. هذا لا ينفصل عن حقيقة تلقت إسرائيل 154 إدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة و108 إدانة من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بين عامي 2006 و2024، مقابل 71 و74 إدانة تبنتها ضد بقية العالم على التوالي.
تعلمنا من مفكرينكم وفلاسفتكم أنكم تعتبرون الحرية والالتزام بقواعد القانون الدولي وخاصة حقوق الإنسان أساس التنمية البشرية. ولكن دعم معظم دولكم لإسرائيل وخضوع نسبة كبيرة من نخبكم لجماعات الضغط الإسرائيلي جعل كل من يعجب بنموذجكم الفكري النظري يتساءل عن هذا الانفصام في السلوك الغربي. الانقسام الآخر هو أن تتخذ مؤسساتك إجراءات صارمة ضد أي دولة تدين سلوكها، خاصة إذا كانت دولة نامية، ولكنك لا تتجاوز “الندم أو العتاب الهادئ” عندما ترتكب إسرائيل أي فعل ينتهك القيم والأعراف الدولية.
هذا يعني أنك لا تؤسس حوار أو تعاون دولي، وتتعامل مع كتابات سقراط وفولتير وستوارت ميل وأدب شكسبير وغيرها.، كتمارين عقلية بدلاً من سلوك عملي. هذا فقط يعزز الشعور بين بقية سكان العالم بأنك “متوهم” بكونك قادة الإنسانية، بينما في الحقيقة أنتم مجرد قادة للإنتاج المادي.
سكوتكم المريب عن القتل والدمار والتجويع وانتشار المرض والاعتقالات التي لا هوادة فيها في غزة هو مؤشر على بداية فقدان أي احترام تتمتعون به حتى الآن. أدعوكم للوقوف معا دعما لهذا الشعب المظلوم بشكل واضح. أدعوكم إلى احترام قرارات المؤسسات الدولية التي روادتها والتخلي عن مثال شيلوك الذي سعى لسداد دينه من لحم التاجر المديون كما قال شكسبير أدعوكم للوقوف معا لوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار وتنفيذ وقف إطلاق النار.