د. ياسر عبد التواب يكتب: استضعفته أن غاب سيده!
تجرأ أبو لهب فضرب أبا رافع وهو غلام عند العباس عم رسولنا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهما وكان العباس غائبا
فقامت أم الفضل زوجه وضربته بعمود خيمة فشجته شجة منكرة وقالت:
يا عدو الله، استضعفته، أن رأيت سيده غائبا عنه؟
فقام ذليلا
ما احوج ان ننتبه لجملتها «استضعفته أن رأيت سيده غائبا»
لنستوعب الجرأة على الضعيف في غياب القوي وغفلته قد تأتي عرضا كما هي حالة الموقف المنقول وقد عاجلته أم الفضل فعالجته
لكن ننتبه أيضا بأنه مع وثوق العلاقة بين قوي وضعيف في حمايته ولزومها فغالبا تكون تلك الجرأة مقصودة للوصول للقوي أو إشغاله وتشتيته وربما معولا لتفتيته
ولذا ننتبه إلى ان من يضرب التابع إنما فعل ذلك ليصل إلى المتبوع
ويؤذي الضعيف ليستفز القوي
وأن بعض المشكلات تثار لإيقاع السيد وليس العبد
لعل السادة -في مواقع شتى- ينتبهون لأبعاد المؤامرة عليهم ويستعدون لها استعدادا مناسبا لحجم التحدي
وأن من يستوعب هذا من العقلاء وأصحاب الهمم ممن يتابعون المواقف ويهمهم نصرة الحق يجب أن يبادر فيئد الجرم في بدايته ليندحر أذاه ولا ينتظر تفاقمه
او يتركه ثغرته التي ربما تغيب عن السيد في غمرة مشاغله وكثرة مهامه فينفذ اليه اعداؤه منها
هل لديكم أمثلة على هذا من واقعنا؟
اذكروها من فضلكم
سلم الله أمتنا من كل سوء