مقالات

د. ياسر عبد التواب يكتب: بعض صفات الداعية الحق ﷺ

ما أعظم صفاته وما أحسن خلقه وما أكرمه وأطيبه وأرحمه بأبي هو وأمي.

لقد تكاملت صورة الداعية في صورته إذ كان خلقه القرآن فحري بالدعاة ومن يرم الاجتهاد في الدعوة – بل وكل مسلم عاقل – أن يقتدي به في أخلاقه وصفاته واجتهاده فينعم الله عليه بالرضا ويفتح له قلوب الناس.

ولقد شاء الله تعالى بحكمته أن يجعل الرسالة العظمى المتضمنة للدين الأكمل والهدي الأقوم في محمد صلى الله عليه وسلم الهاشمي القرشي الذي أكمله الله تعالى خلقة وخلقا؛ وهيئه لحمل هذه الرسالة العظمى.

فكان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقة كان جسده متكاملاً متناسباً حسناً جميلا إذ كان صلى الله عليه وسلم ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا القصير بعيد ما بين المنكبين رحب الصدر ضخم الأعضاء مع تناسبها.

وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها.. فكان ذلك مما يشرح صدور الناس له ويهيئ قلوبهم لما يدعوهم إليه.

عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجئت في الناس لأنظر إليه فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس   بوجه كذاب..).

وكان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خُلقاً في جميع محاسن الأخلاق قال الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).

ففي كرم المال كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس يعطي عطاءاً لا تبلغه الملوك وكان عطاؤه لله تعالى وفي سبيله بمقتضى شرعه سأله رجل فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبلين تأليفاً على الإسلام فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقه.

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال لا وتعلقت به الأعراب يسألونه أن يقسم بينهم في رجوعه من غزوة حنين فقال صلى الله عليه وسلم (لو كان لي عدد هذه العضاة أنعاماً) أي عدد هذه الأشجار إبلاً (لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جبانا).

وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على نفسه فيعطي العطاء ويمضي الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار أهديت إليه شملة فلبسها وهو محتاج إليها فسأله رجل إياها فأعطاه إياها فلامه الناس وقالوا كان محتاجاً إليها وقد علمت أنه لا يرد سائلا فقال الرجل إنما سألته لتكون كفني).

وكان كرمه صلى الله عليه وسلم في محله ينفق المال لله إما في سبيل الله أو لفقير أو محتاج أو تأليفاً على الإسلام أو تشريعاً للأمة فلم يكن كغيره من الملوك يعطي بالهوى.

وأما كرمه بنفسه صلى الله عليه وسلم وجوده بها فقد كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأمضاهم عزماً وإقداما كان الناس يفرون وهو ثابت.

قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لما التقى المسلمون والكفار في غزوة حنين وولى المسلمون مدبرين طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة أن لا تسرع ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين إذن (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب).

وقال علي رضي الله عنه: كنا إذا اشتد بنا البأس نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه).

وقال أنس ابن مالك رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس لقد فزع أهل المدينة ليلاً فانطلق ناس قِبَل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا قد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عري والسيف في عنقه وهو يقول لن تراعوا).

أي أنه أسرع قبل الناس واستبرأ أي تأكد من عدم وجود ما يخيف الناس وركب الفرس بدون سرج وهذا دليل فروسية كبيرة.

ومع هذه الشجاعة العظيمة كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحيماً لطيفاً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

قال أنس ابن مالك رضي الله عنه خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ولا لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لما تركته)

صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights