الأحد يونيو 2, 2024
مقالات

د. ياسر عبد التواب يكتب: تقرير محكمة العدل المنتظر

رغم كل وضوح لمعالم الاعتداء ورغم الحجج الناصعة المساقة للمحكمة والداحضة التي يسوقها الأعداء

رغم كل هذا هل نعتقد ان ثمت انصافا مرجوا من تلك المحاكمة؟

الحق ان المواقف لا تعتمد فقط على سطوع الحق

 بل هناك من ينطق بهذا الحق حين يتبين غير هياب من ذلك

ثم بعدها هناك من ينفذ ما تم الحكم به

اعتدنا في بلادنا على ان البعض يحصل على احكام بعد ان ينجو من كل الفخاخ القانونية ومخالفات وعوار القوانين وشروط وإجراءات التقاضي

ثم بعدها لا ينطق القاضي بالحقيقة!

ويهرب الى حيل اخرى او حتى بحكم بالظلم دون سند قانوني اعتمادا على حصانته وحماية آخرين له

ثم هب انه نطق بالحق بعد ذلك فماذا سيحدث؟!

هناك من ينفذ له الحكم (الجهات التنفيذية) وهؤلاء حدث عنهم ولا حرج

في الحالات العادية يخول بذلك الشرطة ومن يقوم في مقامها وهؤلاء ما أيسر تعصبهم ضد الحق أو رشوتهم

  (حالتنا هذه ستكون مجموعة التنفيذ مكونة من قوى عسكرية تحت امرة الأمم المتحدة على أفضل الظروف)

فهل ستنجو الحقيقة من الكيد في تلك المراحل الثلاثة؟!

التقاضي والاجراءات – النطق والقرارات – الحكم والتنفيذ؟

فلننتبه إلى أن بطولات المواقف نادرة جدا وخاصة بين غير المؤمنين بل تكاد تنعدم

نعم يمكننا استحضار امثلة عبر التاريخ لمن تغلب على الاغراءات او لم يرضخ للتهديدات من البشر ومن غير المؤمنين لكنها قليلة جدا

الظلم والظلمة متسلطون ومجرمون ولا يوقفهم شيء

فهل نتوقع أن محكمة العدل ستخرج عن هذه المنظومة المتحكم فيها والتابعة للأمم المتحدة وهم من قديم يضربون بكافة أمنيات واستنكارات أمينها العام عرض الحائط؟!

(فقد بطرس غالي منصبه لمجرد نشره تقريرا يدين اعتداءات الكيان على لبنان ولم يعجب هذا أمريكا)

فهل سينجو أفراد المحكمة من كل التحكمات والتهديدات والإيذاءات حتى لو صمدوا ضد الاغراءات والرشاوى …هذا صعب جدا

وبعدها وهب ان قرارات حازمة أخذت فمن سينفذها؟ لا تتوقع ان يقوم الكيان طوعا والتزاما بهذا

فهذا يناقض طبيعة الأمور

بل يتبجح مجرم الكيان من الآن برفضه لهذه المحاكمة ولقرارات المحكمة

وان حدث فهذا غالبا دلالة على تخلي امريكا عن ابنتها المدللة

لن تكون نتيجة حقيقة إلا منتزعة بأيدي الأبطال بنتائج جهودهم

وحتى ذلك الحين دعنا ننظر

فتوقعنا الواقعي هذا ليس قدرا ولا أمرنا هنا ملزما جبريا بل استقراءً للحال المعتاد

انه لحلم بعيد وان لم يكن مستحيلا

اذكر هذا لكي لا يصدمنا الواقع مرارا

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب