مقالات

د. ياسر عبد التواب يكتب: قناعتنا في الإسلام كبديل حضاري

د. ياسر عبد التواب

الإسلام دين عالمي، و أنظمته هي البديل الحضاري عن العولمة لأنها تساعد على بناء علاقات إنسانية متوازنة تقوم على العدل،

ولدى الشريعة الإسلامية البدائل المتوازنة التي تعالج فوضى العولمة في مجال العلاقات الدولية،

في حالتي السلم والحرب وفي حقوق المواطنين المسلمين وغير المسلمين،

وصور التعامل التجاري المختلفة وغير ذلك، وهذا يقتضي صياغة مشروع حضاري إسلامي عالمي،

وتطبيقه في البلدان الإسلامية، والإعلان عنه في الساحات الدولية،

والتعامل من خلاله مع الوضع العالمي المتجدد، بما يخدم مصلحة الأمة الإسلامية ويعزز مشاركتها المؤثرة القائمة على العدل والاحترام المتبادل في الساحة الدولية،

وهذا يستلزم إعداد دراسات عن العلاقات الدولية، تتضمن تنظيم الإسلام لشؤون الأفراد والجماعات،

وتبين موقفه من قضايا السلام والحرب والاقتصاد والأسرة والتربية، وغير ذلك مما يتعلق بحياة الناس أجمعين،

وتعميم ذلك على المؤسسات العالمية، تعريفاً بمبادئ الإسلام.

قضايا الشعوب والأقليات المسلمة

وهناك تحد آخر يتمثل في قضايا الشعوب والأقليات المسلمة، ومن ذلك قضية شعب فلسطين،

حيث نجد أن قضية فلسطين والقدس التي تضم المسجد الأقصى قضية إسلامية عامة،

مما يوجب على قادة الأمة المسلمة بذل ما في وسعهم لاستعادة القدس والمسجد الأقصى من أيدي مغتصبيه؛

وهو ما يستدعي أيضا إيقاف الجرائم المختلفة في فلسطين، من إراقة دماء الأبرياء،

وعمليات تهويد الأراضي المحتلة وتوطين المهاجرين الإسرائيليين فلا بد لقادة الأمة المسلمة من الوقوف بحزم في وجه الظلم الإسرائيلي، التي أعلنت القدس عاصمة لها،

نحذر من خطورة اعتداءاتها على المسجد الأقصى ومدينة القدس،

ونهيب بوسائل الإعلام الإسلامية فضح الدسائس الصهيونية التي تسعى لتشويه الحقائق التاريخية،

ونشير هنا إلى قرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بإنشاء هيئة عالمية للقدس والمسجد الأقصى.

القدرة العسكرية والنووية

وهنا نقف عند القدرة العسكرية والنووية التي تمتلكها إسرائيل، محذرين من خطورتها؛

ونرى أنه يتوجب على قادة المسلمين القيام باتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيـلة بتدمير مخزون إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل،

وما يتعلق بها من مفاعلات نووية، التي خطرها كبير على العالم.. وقل مثل ذلك في العراق وما يحدث فيه وما يخطط له

تجاوز إشكالية الوسائل الدعوية

وإذا كنا قد تجاوزنا إشكالية الوسائل الدعوية فإن أول بدهية يجب أن تحتل مساحتها اللائقة في عقولنا أن العلوم العصرية بكل أصنافها لها دور فعال في تسخير قوانين الكون لخدمة الإنسان

وفي الصحاح قال صلى الله عليه وسلم:

(ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله)،

فتأمل قوله: (علمه من علمه وجهله من جهله) وأنه لا يحول بين المكلف وبين الاستفادة

مما بثه الله من منافع وطيبات في الكون إلا ببحث المكلف وسعيه في تحصيل ما ينفعه.

إن قناعة الدعاة إلى الله بضرورة احتراف الدعوة سبب رئيس من أسباب النصر، فلا تجدي في هذه العصور محاولات الهواة لمزاحمة المحترفين في مجالاتهم.

وقد تصاعدت اهتمامات دعاة الكفر بما يدعون إليه حتى إنه في سبيل ذلك سخروا كل العلوم العصرية لخدمة كفرهم.

فالأمر لا بد أن يستشعره الطالب في معهده؛ والمعلم في تربيته؛ والطبيب في مستشفاه؛ والتاجر في تجارته؛ وربة المنزل في بيتها

إننا جميعا كمسلمين يجب أن ننهض بالإسلام وأن نعمل له وأن نربي أنفسنا على البذل له

وأن نقدمه لغيرنا -بكل ثقة- كبديل حقيقي لإنقاذ البشرية من تيهها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى