على ذكر المصاب الجلل الذي أصاب أختنا الطبيبة الغزاوية آلاء النجار، التي فقدت تسعة من أبنائها في يوم واحد، بل ونقل ابنها العاشر مع زوجها إلى العناية المركزة
أقول:
لقد فاقت تضحيات المرأة الغزاوية ما نقلته لنا كتب التاريخ والسير، بل فاقت مأساة آلاء النجار (خنساء غزة الجديدة) ما سجل لأمّ نضال (خنساء فلسطين) المعروفة التي قدمت ثلاثة شهداء من أبنائها.
وفاق مصابها مصاب الصحابية الجليلة والشاعرة المخضرمة (الخنساء) التي عرف عنها كثرة بكائها ورثائها في الجاهلية لأخيها صخر، وكان من أشهر الأبيات التي قالتها في رثائه:
أعينيَّ جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى؟
ألا تبكيان الجواد الجميل؟
ألا تبكيان الفتى السيدا؟
فلما أسلمت واستشهد لها أربعة من أبنائها ما زادت على قولها: “الحمد لله الذي شرفني بقلتهم، وإني أسأل الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”.
لقد تعددت الخنساوات في أرض الرباط والجهاد. وهن وإن كن قدمن أعظم التضحيات، لكن الأمة مجتمعة آثمة على خذلانهم، إلا ما رحم ربي ممن سعى لنصرتهم.
ربط الله على قلب آلاء النجار، وجمعها بأبنائها التسعة في مستقر رحمته، ولعنة الله على الظالمين المجرمين، وعلى المنافقين الذي خانوا المجاهدين وتخلوا عن المستضعفين.