حوارات

د. يحيي إسماعيل حبلوش : صرف الأنظارعن انتصارات المقاومة الفلسطينية يفسر توقيت إطلاق تكوين

د. يحيي إسماعيل حبلوش : صرف الأنظار عن انتصارات المقاومة الفلسطينية يفسر توقيت إطلاق تكوين

*تكوين كيان لقيط مشبوه هدفه النيل من الثوابت الإسلامية و السنة النبوية ومصيره الزوال

*هذا هو الأسلوب الأمثل لمواجهة تكوين والوعاظ ومدرسو المعاهد الأزهرية قادرون علي دحرها

*تقصير المؤسسات الدينية في أداء دورها هيأ البيئة المناسبة لظهور تكوين وأخواتها

*فتح مقر مكتبة الإسكندرية لإطلاق تكوين مؤشر علي وجود دعم رسمي غير مباشر لأجندتها الخبيثة

*مساعي الازهر للدخول في مواجهة مباشرة مع تكوين خطأ كبير فكيف يقارع الأسد فأرا؟

*لهذه الأسباب تجاهلت جبهة علماء الأزهر اصدار بيان ضد هذا المسخ

*تسمية تكوين استنادا  لمذكرات حسن حنفي يكشف الأجندة المشبوهة للكيان اللقيط

*الحديث عن معاداة تكوين الأديان مجاملة مفضوحة وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة

وصف  الدكتور يحيي إسماعيل حبلوش ،أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، توقيت الإعلان عن الكيان اللقيط المسمى” تكوين” بالخبيث، حيث سعوا الواقفون وراءه للفت الأنظار عن الانتصارات التاريخية التي حققتها المقاومة الفلسطينية ،والتضامن العالمي الكبير من القضايا من شباب كبريات الجامعات العالمية ،وأبرز المفكرين والفلاسفة.

واستنكر  إسماعيل في حوار له مع “جريدة الامة الاليكترونية”، تبني الازهر موقفا قويا معاديا لهذا الكيان اللقيط الذي لا هم له الا هدم ثوابت الدين والنيل من السنة النبوية الشريفة، مؤكدا أن هذا الموقف من قبل المؤسسة الرسمية عبر إنشاء خط ساخن، للرد علي افتراءاته، أو إعلان محسوبين علي الازهر استعدادهم لمناظرة من أطلقوا تكوين ،يقدم لهذا الكيان اللقيط خدمة كبيرة ويعطيه أكثر مما يستحق، متسائلا ،كيف للأسد يوما ان يقارع فأرا..

وأوضح أن قصور الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية في مصر ،ومن بينها الازهر الشريف في مقارعة الأفكار الباطلة والدعوات المشبوهة ،هو من سمح لهذا الكيان اللقيط ،أن يظهر للعلن ويتم إطلاقه من داخل مؤسسات رسمية محرمة علي خصوم تكوين /مؤكدا أنه لولا أن البيئة الداخلية مهيئة ،لوجود مثل هذا الكيانات المشبوهة لتناول بث سمومها.

وبدا إسماعيل واثقا ،أن مصير مثل هذه الكيانات اللقيطة الي زوال، ولن تسطيع الاقتراب من الثوابت الاسلامية، أو الكيد للسنة النبوية كما يسعي ممولوها الإقليميون، مشددا علي أن الدعاة والوعاظ أو معلمي المعاهد الابتدائية الأزهرية قادرون وحدهم، حال تقديم العون لهم علي مقارعة هذا الكيان اللقيط، والاجهاز عليه.

الحوار مع استاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.

*كيف تري إطلاق تكوين في ظل هذا التوقيت العصيب الذي تمر به الأمة  الأهداف والتوقيت؟

**الهدف الأساسي لإطلاق تكوين في هذا التوقيت ،هو صرف الأنظار عن الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة الفلسطينية ،وتمكنها من كسر ذراع العدو العسكرية، فضلا عن حالة التعاطف غير المسبوقة مع القضية الفلسطينية في جميع جامعات العالم ،خصوصا في الدول المعروفة بتأييدها المفتوح للكيان الصهيوني .

وكذلك تكرر نفس الأمر مع الفلاسفة والمفكرين ، و خروج مظاهرات مليونية في كبريات العواصم الغربية، بشكل استوجب لفت الأنظار عنها عبر هذا الكيان اللقيط ،الذي يعاني مع أعضائه حال من العمي والضلال الفكر، وعن غياب اي وازع من ضمير، بل ومعرفون بتبنيهم  نهجا معاديا للقضية .

حيث راعهم بشدة وجود هتافات في كبريات الجامعات الغربية تقول: انا دمي فلسطيني ،بشكل يعني أن مخططات أسيادهم لتشويه القضية والمقاومة الفلسطينية قد باءت بالفشل الذريع.

*ما تقييمك لمحاولة الازهر الشريف كمؤسسة مقارعة تكوين وإنشاء منصة للرد علي الشبهات التي تثيرها؟

**كيف يقف الازهر كمؤسسة رسمية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، للتصدي ما يطلق عليها تكوين ،كيف ينازل الأسد فأرا وكيف يعلن استاذ مساعد بجامعة الأزهر ويشغل منصبا شبه رسمي بالدولة استعداده لمناظرة أعضاء تكوين باسم الازهر .

وكيف يطالب الازهر بتشكيل لجنة علمية يقوده لمقارعة هؤلاء الشرذمة بل ويصل الأمر بهذا لمطالبة الازهر بإمداده بمائة باحث حاصلين علي درجة والدكتوراه، لتفنيد مزاعم تكوين ، ويعطي هؤلاء أكثر مما يستحقون ،بل أن  الأمر يطرح تساؤلا كيف يناظر أحد ممثلي الازهر ولو بشكل غير رسمي احد المدانين بازدراء  الأديان واحد المطرودين من دولة الكويت لأسباب أخلاقية؟

عصابة تكوين
عصابة تكوين

*هل من تفسير أكثر لخطورة خوض الأزهر المعركة ضد تكوين كطرف أصيل ؟

**محاولة الازهر بثقله وتاريخه مقارعة تكوين، تذكرني بموقف بيني وبين الشيخ الشعراوي عام ١٩٧٦عندما اعترضت علي تولي الشيخ الذي كنت تربطني به صلة وثيقة باعتبارنا كما يقولون” بلديات” ،حيث قللت  من قدرة الشيخ علي مقارعة الفساد داخل وزارة الأوقاف بسبب تجذر هذا الفساد.

وهنا اعترض الشيخ وحدثت قطيعة بيني وبينه استمرت لعشر سنوات رغم صوابية رأيي بان تكليف الشيخ بالوزارة محاوله لحرقه أمام الرأي العام وتلويث سمعته والشئ بالشئ يذكر ..فقد استاء الشيخ الشعراوي من لجوء شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى ، الي سبي وقذفي بشكل شخصي، إبان أزمته مع جبهة علماء الأزهر.

حيث خاطب الشعراوي طنطاوي قائلا:  إن كان ضروريا شتم الدكتور يحيي فيجب تكليف أحد بالسب بدلا منك باعتبارك رمزا للأزهر ..ولذا وفي هذا السياق علي الازهر ان يراهن علي الوعاظ والمعلمين لفضح ضلال ناعوت وزيدان البحيري وعيسي ،بدلا من القيام بذلك بشكل مباشر ،ووضع نفسه في سياق الند مع هذه الشرذمة الضالة المضلة ؟

*الإ يعد هذا غيرة من الأزهر علي ثوابت الإسلام ؟

**كان علي الأزهر أن يترك مهمة مواجهة هذه الأفكار الشاذة الوعاظ والدعاء ومعلمي المعاهد  في المرحلة الابتدائية لفضح هذا الفكر المشبوه ليس الازهر كمؤسسة ،ولم يكن من المناسب حتي السماح  لأحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة  أن يدعو لمناظرة رموز تكوين ،،باعتبار أن هذه المناظرة حال حدوثها  ،تعطي وزنا لهذه الفئة الضالة أكثر مما يستحقون.

*لكن لو لزم الأزهر الصمت كان الكثيرون سيأخذون عليه موقفه هذا وسماحه لتكوين بالتمدد ؟

** مناظرة الازهر لهؤلاء المشبوهين  يذكرني بمناقشة تمت بين الثعلب والحمار حول حاصل ضرب ٥×٦ ،حيث اصر الحمار علي أن  ناتج هذه العملية ٣٠٠وهنا لجا الاثنان للأسد للتحكيم بينهما ، فما كان من الأخير إلا ان حكم بصفع الثعلب ١٠صفعات لأنه نزل المستوي الحمار.

وكان علي الأزهر القيام  حساب المقصرين علي إيجاد البيئة، التي سمحت بوجود هذا الكيان اللقيط ،والاجهاز علي الصراصير وعدم السماح لهم بالعيث بهوية المجتمع، باعتبار أنه لولا ان البيئة كانت مهيئة لظهور، مثل هذه الكيانات الفاسدة

*في هذا السياق زعم بعض المحسوبين علي الازهر بأن عداء تكوين ليس للإسلام فقط ولكنه معاد الأديان وفي مقدمتها المسيحية

**هذه جريمة جديدة، ارتكبها أحد المحسوبين علي الازهر، وهي ما تشكل مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة ،حيث قال تعالي: ” ان الدين عند الله الإسلام “،وبالتالي لا ينبغي أن تساوي بين الإسلام ومجرد نحل وملل ،وليست ديانات ،بل أن البعض حذر البعض من عداء تكوين الأعراف والصلوات الكنسية .

وهنا يطرح تساؤل نفسه هل هناك دين غير الإسلام مصداقا بقوله تعالي” من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه” ،الأمر قد يتجاوز كونه مجاملة مفضوحة إلي  مخالفة صريحة للقرآن والسنة النبوية .

*ولكن في المقابل لم نسمع صوتا لجبهة علماء الأزهر ضد تكوين؟

**حتي لا نكرر خطا الازهر الشريف، الذي نزل لهذه الهوة بالإعلان عن اطلاق خط ساخن للرد علس تكوين  ..من تكوين هذه؟ حتي يرد عليها الأزهر ،بهذا الشكل وكيف يقارع الأسد الفار ،ومن ثم فدخول الازهر هذا المعترك ،يعطي هذا الكيان اللقيط قيمة ،وهو ما تنبهت له جبهة العلماء بتجاهل هذا الإعلان بشكل تام ، حيث وجد ان هذا الكيان اللقيط ، لا بستحق الرد عليه ببيان مقتضب.

حسن خنفي

*إطلاق اسم تكوين علي هذا الكيان اللقيط اثار استغراب البعض عن أسباب هذه التسمية فكيف قرأت هذا الأمر ؟

كلمة تكوين لم تظهر  في التاريخ ،الا في سياقين الأول  سفر التكوين في التوراة وهو سفر مقدس لدي اليهود في العهد القديم  وكذلك كعنوان لسيرة ومذكرات الدكتور حسن حنفي والتي نشرها في مجلة الهلال عام 1976 ،وقد دلتني علي هذا الكاتبة الكبيرة صافي ناز كاظم ،وكلنا يعرف حنفي ويعرف سجله الممتد في الحرب علي الأسلوب وثوابته. .

و كتب حنفي  في سيرته هذه  :”انه كانت لديه سجادة الصلاة فعلقتها علي الحائط، وكان لدي مصحف فأهديته البواب”، بل إن حنفي لم يكن  يتورع عن وصف النبي صلي الله عليه بألفاظ  وأوصاف لا تليق بمقام النبوة الشريف ،في هذا التكوين وبل وردد اتهامات كاذبة وألفاظ يندي لها الجبين  .

حيث كان حنفي يعزف علي الكمنجة اقتفاء لأثر والده  الذي كان عضوا في فرقة حسب الله ،بل إنه كان يصف الله تعالي  -تعالي عن ذلك علوا كبيرا- بأن كان يجري وراء الفلاسفة  في الحارات كالمجنون” وهو اعتداء سافر علي الذات الإلهية وانكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة ،وهو أمر سار علي دربه أقزام التكوين الذين لا هم الا تنفيذ أجندة حنفي المشبوهة.  .

*خلال الساعات القليلة التي سبق الإعلان عن هذا الكيان  تحدث مقربون من هذا الكيان  عن حصولهم علي دعم إقليمي وتمويل لفعالياتهم ؟

**الدعم والتمويل بدأ من الإعلان عن تأسيس هذا الكيان اللقيط برعاية شبه رسمية والا بماذا تفسر فتح مقر مكتبة الإسكندرية الرسمية، لهذا الكيان للإعلان عن تشكيله والسماح بترويج البضاعة الفاسدة، وهل كان سيسمح بالمقابل ،لأي اتجاه معاد لهذا الضلال بالإعلان عن مواجهته بشكل رسمي كهذا من مقر رسمي كهذا .

بالإضافة لذلك يظهر الدعم الخارجي من قبل بعض القوي الإقليمية لهذا التكوين الأجندة الخبيثة من وراء ظهور هذه الكيانات، وكيف أن هدفهم مسخ هوية الأمل وشغل شبابها الصاعد عن استعادة هويته ومحاولة كبح صحوته والإصرار علي تحويله لمسخ مشوه عبر هذا الفكر الضال ولكن هذه المحاولة كسابقتها لن يكتب لها النجاح ومصيرها إلي زوال .

*كأنك تشير لسهولة المواجهة مع تكوين ودحرها؟

**المواجهة هنا سهلة إذ توفرت عناصر المقاومة الطبيعية لكن تقصير القوي الداخلية في مواجهة هذا الفكر الشاذ سمح له بمحاولة التمدد ولكن إذ شحذت الهم ،وتم توجيه الطاقات بشكل صحيح ،فهناك قدرة علي شلل أركان هذا الكيان اللقيط وجعله والعدم سواء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى